ولما ملك خلع ووهب من الذهب العين المصري ، ومن الأمتعة والأسلحة ما يدخل تحت حصر .
عطايا كريم لا يحيط بوصفها
مقال ولا يحصي لها العد حاسب
ثم لما عزم على التوجه إلى الشام ، في أول توجهه إليه ، فرق في الأمراء من خمسة ألف دينار إلى خمس ماية دينار ، وقرر معهم أن أحدا منهم لا يطلع أحدا على ما أعطاه ، وتوعده على ذلك .
يخفي صنايعه والله يظهرها
إن الجميل إذا أخفيته ظهرا
ووظف على نفسه لمن في طاعته من الأمراء ومقدمي الحلقة في كل شتوة من الشكلاط ، وأنواع الوبر ، والأمتعة الفاخرة ، ما يسر كبيرهم وصغيرهم ، ولم يزل على ذلك إلى أن مات - رحمه الله - وهذا مما لا تنهض به بيوت الأموال ، ولا تسمح بمثله نفس صبرت من حمل المكارم على الأهوال .
مواهب تخلف الأنواء غايبة
ويعجز الغيث عنها وهو محتفل
وكذلك رتب لهم في كل سنة السيوف المحلاة، والحوايص الذهب ، والكلوتات الزركش ، والكلاة بندات الذهب ، والثياب المخرمة ، والشاشات الكافورية والشاشات المذهبة ، والخيل المسومة ، ما لا يعبر عن حسنه وقيمته يقوم لهم بها ضمين مروءته ، وكفيل همته ، وكانت عادته في يوم شربه القمز أن يباري الغمام في جوده ، ويرى بذله مقصرا ولو أتى على جميع موجوده ، وربما كان عطاؤه في ذلك اليوم ماية الف الدرهم ، ومايتي ألف الدرهم ، وكان يجلس له في الجمعة مرة أو مرتين ، وكان من عوايده ، أنه متى بلغه آن على أحد من آمرائه دينأ قضاه عنه بلغ ما بلغ ، ولقد قضى عن الأمير بدر الدين بيسري الدين مرات ، وكذلك عن الأمير سيف الدين قلاوون الألي ، وعن غيرهما مما لا يحصى كثرة.
পৃষ্ঠা ২৯৬