محمد بن علي بن أبي طالب بن سويد [أبو عبد الله] وجيه الدين التكريتي .
وفي يوم الجمعة السابع والعشرين من شوال بدمشق ، ودفن بسفح جبل قاسيون ي تربة ابتاعها . وكان مولده بتكريت في سنة إحدى عشر وستماية . كان من أعيان التجار المشهورين ، حصل له المكانة عند الملوك ؛ وكان مبدا ذلك آنه كان يتجر أولا مال والده ومال غيره إلى بغداد من تكريت ثم إلى الديار المصرية ، وما زال يتردد إلي سنة خمس واربعين . توفي له بحلب مضارب فاستولت نواب الخشر عليه ، فتوجههو إلى بغداد واستنجز كتابا من شهاب الدين ريحان نايب شرف الدين إقبال الشرابي الى الصاحب تاج الدين محمد بن نصر الحسيني زعيم إربل ، مضمونه الشفاعة إليه ، ليكتب كتابأ إلى بدر الدين صاحب الموصل ، ليكتب إلى الملك الناصر صاحب حلب . فكتب له السيد إلى بدر الدين فكتب بدر الدين إلى الأمير شمس االدين لولو مدبر دولة حلب ، فحمل الكتاب ووصل به إلى حلب وأوصله إلى الأمير شمس الدين ، فتحدث شمس الدين في أمر البضاعة ، وكان مبلغها ماية ألف وعشرة الف درهما فسلمت إليه ، فحصل له بالأمير شمس الدين لولومعرفة ، فالتمس منه كتابا جواب كتاب صاحب الموصل ، والتمس منه أن يكتب صاحب الموصل في حقه كتاباالى الديوان يشكره ، فكتب له الأمير شمس الدين كتابأ وعاد إلى تكريت ، فحصل له بذلك الكتاب النفع التام . ولما ملك الملك الناصر دمشق في سنة ثمان واربعين كان مقيما بدمشق في تجارة فاجتمع بالأمير شمس الدين فأحسن إليه ، وجمع بينه ويين الملك الناصر وشكره عنده فحصل له به يد ، وعاد إلى بغداد فكتب له الملك الناصر كتابا في حقه للوزير إلى بغداد ، وحمله مشافهة فانتفع بها ، وعاد إلى دمشق . وكان الديوان قداطلب من الملك الناصر جواري على لسان مقدم النجابة ابن البلاج ، فاتفق أنه توفي وتمكن من دولة الملك الناصر بحيث أنه أغراه بالتجارة ورغبه فيها ، وهو الذي حسن لملك الناصر مهاداة التتر والدخول في طاعتهم بكل ممكن . ولما توجه الملك العزيز محمد ولد السلطان الملك الناصر إلى التتر ومعه الزين سليمان الحافظي ، في رمضان من سنة ست وخمسين ، سأل الوجيه بن سويد للملك الناصر أن يطلب له فرسانا من هولاكو بحماية ماله وأملاكه واللايذ به ، فأجابه هولاكو وأشرط على الزين الحافظي انه يصل إلي حتى يبصر وجهي . ولما عاد الزين الحافظي أوصل الفرمان إليه ولما و خرج الملك الناصر من دمشق في صفر لم يصحبه ، فسير إليه وقال : "تصل إلي حتى اسيرك إلى هولاكو" . فخرج من دمشق ولحقه بنابلس ، وانقطع طريق دمشق ، فعجز عن الرجوع ودخل مصر اضطرارا لا اختيارا . فلما دخل الديار المصرية وقصد الملك الناصر الشوبك ، عوقه الملك المظفر [ قطز ] وقطع عليه مايتي وخمسين ألف درهما فأداها ، ولما ملك السلطان الملك الظاهر [ بيبرس] البلاد المصرية والشامية قدم له تقاديم وإلى خواصه ، وتوصل بكل طريق إلى أن وكله السلطان على الأملاك المبتاعة برسم ديوان الملك السعيد آعز الله نصره - واستنابه في استغلالها فنفق على أرباب الدولة باسرهم إلى أن توفي ، وظهر ما كان خافيا عن الناس من سوء باطنه وفساد مقاصده وقلة ديانته ، مع أنه كان كثير المهاداة والمداراة والصدقة الظاهرة حريصا على تحصيل الدنيا ، وكان إليه وصايا كثيرة وتحت يده وقوف وأموال كثيرة ذهبت على أصحابها بعدم تنزيلها في 1 دفاتره ، ولا ظهر لأحد من مقارضيه ومعامليه كتاب يستضيء به ، فذهب بطريقه على الناس أموال عظيمة .
পৃষ্ঠা ৪৬