ذكر سبب وزارة مهذب الدين علي والد البرواناة
كان مهذب الدين علي بن محمد بن حسن الكازي ، أصله من كاز من عراق العجم ، قد حفظ القرآن العزيز وأتقنه ، واشتغل بالعربية ، بحيث أنه تعين للتصدر . فلما استولوا التتر على عراق العجم ، خرج منها وقصد الروم ، فرتب مقرئا ببعض الترب ، فطلب معين الدين مستوفي الروم في آيام السلطان علاء الدين من يعلم أولاده ، فتوسط له شخص كان يعرفه ، فاتصل بخدمته ، وعلم أولاده ، وكان يحضر جلسه في بعض الأوقات ، فراه معين الدين بارعا في علم العربية ، فقال له : "لو تعلمت الحساب لكان أنفع لك في المكانة والرزق !" . فاشتغل بالحساب على معين الدين المستوفي . فلما رأى أنه قد برع في علم الحساب ، وكان معين الدين يطلب الإقالة في كل وقت من السلطان علاء الدين ولم يجب ، فاستناب لمهذب الدين المذكور ، وأظهر انه قد آضر في بصره . ولم يزل معين الدين إلى أن رتبه مستوفيا مستقلا ، فاستقل بالاستيفاء ، فرأى منه السلطان علاء الدين الكفاية ، فاستوزره وعظم شأنه ، وتقدم عنده . ولم يزل إلى أن توفي السلطان علاء الدين وولي ولده غياث الدين كيخسروا ، فاستمر في الوزارة إلى أن توفي في سنة اثنتين وأربعين وستماية.
وفي أوايل هذه السنة ، تقدم فخر الدين طغان البحري على جماعة من الغيارة ، وكبس دنيسر ونهب من بها .، وقتل نحوا من ثلاثين نفرأ ، وأسر جماعة من النصارى . وفي رجوعه حصل بين مقدمي العسكر مشاجرة على المكاسب ، ولم يظهر سوى القليل ، وغضب صاحب ماردين [الملك المظفر قرا رسلان ابن الملك السعيد الأرتقي] لكونه حصلت الغارة على بلده .
পৃষ্ঠা ১৮৫