160

لئلا يستأثر المجاورون بثروات البلاد.

والذي يبدو ان لثورات العلويين التي تحدثنا عنها في الفصل الخاص بالناحية السياسية وما نتج منها من حروب وفتن اكبر الاثر في اقفار البلاد من اهلها وتأخر مقداراتها في العمران ، على ان اقفار البلاد من اهلها لم يحرمها كل الحرمان من الاصلاحات وان قلت لاننا نجد الخلفاء من بني العباس عنوا ببعض المرافق فيها.

عني الرشيد بالعيون التي طمرت بعد عهد معاوية فاحياها وصرف مياهها في عين واحدة يقال لها الرشا واتخذ البرك لها في اعلا مكة واسفلها تصب فيها الماء فيستقي منها الناس وتلك كانت عادتهم قبل انشاء موارد الماء في القرون المتأخرة (1) ولما لم يف ذلك بالغرض نشطت زبيدة زوجته للامر فاشترت ارض حنين وكان فيها نخيل وزرع فألغته وبنت للماء قنوات يصب فيها الى اطراف مكة (2) ثم اشترت أرضا أخرى في وادي نعمان فوق عرفات وبنت قنواته ليصب في عرفه ثم اصلحت البرك الموجودة في مكة وبنت بركة غيرها ليصب فيها الماء ويستقي الناس ، وقدرت نفقات ذلك بنحو ألف وسبعمائة ألف مثقال من الذهب وهو يعادل مليون وسبعمائة الف دينار ذهبي (3).

وأمر المأمون بانشاء خمس برك في مكة تتسلط عليها عين زبيدة فجعل احداها عند شعب ابن يوسف (شعب علي) والثانية عند الصفا والثالثة عند الخياطين

পৃষ্ঠা ১৮০