مائدة من حكمة التاريخ، وروضة غناء أثمرت بعد التلاقيح، وكيف لا تكون كذلك وعلى الصفة التي هنالك ومنشئها ومبدعها ومفتح براعمها الولد العلامة الألمعي، والنبراس اللوذعي القاسم بن الحسن السراجي أسعده الله وبارك في أيامه؟! ولا غرو فهي شنشنة أعرفها من أخزم، فوالده شرف الإسلام، وحافظ علوم العترة الكرام الحسن بن القاسم السراجي رحمه الله رحمة الأبرار، شيخي فقد لازمته ملازمة الظل للعود، ودرست على يديه أكثر من كتاب، وسايرته في كثير من الأحوال ليل نهار، فكان لا يشق له غبار، مع أنظار سديدة، واجتهادات رشيدة، ومناقشة دقيقه، فجزاه الله عني خير الجزاء، فهو فرع الدوحة العلوية، وبركة أسرار الدعوة المحمدية {ذرية بعضها من بعض}[آل عمران:34].
فهذا الكتاب الكريم، والتأليف العالي الفخيم، بحر واسع، فقد اشتمل على أكثر من ثلاثمائة وخمسين ترجمة، ناهيك عن التراجم المستطردة التي قد يبلغ بها نحو خمسمائة ترجمة من العلماء الأعلام من أهل البيت الكرام، وشيعتهم العظام، وغيرهم من الفضلاء والعباد والزهاد والمصلحين ممن قد أهملهم الوقت، وأنساهم الدهر، فما زال علماء هذه البلدة حرسها الله مغمورين، وفي جنبات الدهر مستورين، من سابق العصور والأزمان إلى يومنا هذا، وما كانوا يستاهلون ذلك، فكم فيهم من عالم عامل وورع كامل، وسابق فاضل.
من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم
পৃষ্ঠা ৩