উন্মাদের ইতিহাস: প্রাচীন যুগ থেকে আজ অবধি

সারা রাজাই ইউসুফ d. 1450 AH
154

উন্মাদের ইতিহাস: প্রাচীন যুগ থেকে আজ অবধি

تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا

জনগুলি

الذي وضعه في بحثه بتاريخ 1835، وهو عبارة عن جنون معنوي يقوم على خلل جزئي في الحس الأخلاقي والسلوكيات الاجتماعية دون المساس بقدرات الذكاء (وهو الأمر الذي أطلق عليه بينيل «الهوس دون هذيان»).

في عام 1844، بلغ عدد المصحات المصرح به في «ضواحي العاصمة لندن» ستا وثلاثين مصحة للأمراض العقلية، منها ثلاث وثلاثون لا تستقبل إلا المرضى القادرين على الدفع. كانت هذه المصحات تحتجز حوالي 6105 مرضى (من بينهم 2683 من الفقراء). ولم تكن أي من هذه المصحات موجودة وقت ظهور نظام «عدم تقييد المرضى» الذي أسسه - كما رأينا - جون كونولي، الذي تعد سيرته المهنية مثالا لأطباء الأمراض العقلية العظام في عصره. بعد أول منصب تولاه في مصحة ستراتفورد آبون أفون - مدينة شكسبير - بدأ يعمل في التدريس بالجامعة بلندن. وهناك، استطاع إدخال تدريس الأمراض العقلية إلى مناهج الدراسات الطبية. في عام 1830، عين مفتشا في مشافي مقاطعة وارويك، ثم في برمنجهام في عام 1838، قبل أن يصبح في العام التالي كبير الأطباء بمصحة هانويل للأمراض العقلية بالقرب من لندن، وهي أكبر مصحة لمرضى الاعتلال العقلي ببريطانيا. وهناك، تمكن على مدار خمس سنوات من فرض طريقته «بعدم تقييد المرضى»، على الرغم من أن آخرين (خاصة تشارلزورث ثم هيل بمستشفى لينكولن) حاولوا القيام بذلك من قبله. كان الأمر بمنزلة ثورة أشعلت عالم أطباء الأمراض العقلية بالكامل. ويدافع كونولي - الذي تخلى عن مناصبه عام 1844 - عن فكرته: «لا يوجد هناك مشفى واحد في العالم لا يمكن فيه إلغاء نظام الحبس التلقائي، ليس فقط في أمان كامل، بل وبنتائج جيدة لا تعد.»

إلا أن نظام «عدم تقييد المرضى» لم ينتشر في كافة ربوع بريطانيا. فعلى حد قول أحد المراقبين الأجانب (دائما ما يكونون أكثر نقدا)، كان «الاستخدام المعتدل للسلاسل والقيود لتقييد بعض الأجزاء من جسم المريض لا يزال موجودا بقوة»

22

في بعض مصحات الأمراض العقلية المخصصة للفقراء. ولاحظ نفس المراقب - أثناء وجوده في إحدى مناطق مشفى بريستول - أنه يجري حبس مرضى السلوك العنيف أو المتمردين في مخازن مغلقة بإحكام، بها ثقب يتيح تجدد الهواء. في المقابل، «لم يعد القناع الجلدي يستخدم على الإطلاق، والذي كان يربط بسير في وجه المريض الذي اعتاد أن يعض الآخرين.» كان «سوء استغلال هذه الأدوات يتراجع كل يوم بفضل نشاط الأعضاء الحاليين في جمعية لندن.» ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، بدأ استخدام وسائل بديلة عن الحبس داخل المصحة وطبقت مع المرضى المسالمين (إلا أن عددهم ليس كبيرا): مثل طريقة «النظام العائلي» التي وضعها جييل في قرى الاستقبال بعيدا عن المصحة (في اسكتلندا خصيصى)، أو بالقرب منها، مثل طريقة «نظام الأكواخ» والتي تطبق داخل إحدى العائلات (غالبا ما تكون عائلة أحد الموظفين). وأخيرا، تمهيدا لنظام شهد فيما بعد تطورا كبيرا في أوروبا في النصف الثاني من القرن العشرين، ظهرت طريقة «الاحتجاز الانتقالي» التي تتم فيما بين المؤسسة العلاجية والمنزل.

في بريطانيا العظمى كما في الخارج، كانت مصحات الأمراض العقلية مكتظة بالمرضى. وكان على الأطباء - الذين يتولون الآن مسئولية الإدارة أيضا - أن يتفرغوا للمهام اللوجستية والإدارية على حساب العلاج والبحث. وحاول بعض أطباء الأمراض العقلية والنفسية من الشباب أن يخرجوا عن تلك القاعدة. كانت هذه هي الحال مع هنري مودسلي (1835-1918)، الذي عمل طبيبا للأمراض العقلية بمصحة مانشستر، بعد أن كان قد بدأ عمله كجراح. وأثر عمله كجراح على تفكيره؛ حيث ظل يبحث عن كل ما هو جسدي خلف المرض العقلي، مثل فشل عملية التكيف العصبية (فسيولوجيا وباثولوجيا العقل، 1867). كان يريد تطبيق مبادئ الفسيولوجيا وعلم النفس والباثولوجي على ممارسة الطب النفسي. ثم أصبح عضوا بالكلية الملكية للطب بلندن، وأستاذا للطب الشرعي بالجامعة. وفي عام 1908، أهدى ما يقارب الثلاثين ألف كتاب بهدف إنشاء مصحة حقيقية للطب النفسي مخصصة للبحث والتدريس. وبالفعل أنشئت مصحة مودسلي التي استقبلت لاحقا أول مصابي الحرب العالمية الأولى النفسيين.

أما الولايات المتحدة الأمريكية الشابة، فإنه من عادة التأريخ الأنجلوساكسوني أن يقارن بين تاريخ الطب النفسي البريطاني والأمريكي، في حين أن النقاط المشتركة قليلة للغاية، باستثناء اللغة العلمية المشتركة التي سهلت انتشار وتداول النظريات أساسا من بريطانيا إلى أمريكا. في الواقع، كان التطور المؤسسي هناك قد اتخذ نهجا مختلفا. قبل الاستقلال، أنشئ أول مشفى عام في فيلادلفيا عام 1751 - والتي كانت تعد الأولى بين ثلاث عشرة مستعمرة إنجليزية. وأيضا في عام 1751، قدم بنجامين فرانكلين «الأول» في فيلادلفيا عريضة للمجلس المحلي لإنشاء مصحة خاصة «لاستقبال المرضى الفقراء [...] وأيضا لإيواء ورعاية المجانين.»

23

وبالفعل، خصص قسم لمرضى الاعتلال العقلي؛ لأن «أعداد الأشخاص ذوي العقول المضطربة والمحرومين من قدراتهم على التعقل، كان في ازدياد مطرد.» في عام 1773، تأسست أول مصحة للأمراض العقلية بفيرجينيا بويليامزبرج. كانت المصحة مجهزة بثراء، وغير مكتظة بالمرضى، وكأنها بداية لظهور المصحات العقلية الخاصة (والتي سميت هكذا؛ لأنها أنشئت في الأساس بفضل الاكتتابات الخاصة)، والتي شهدت زيادة كبيرة على الساحل الشرقي في نهاية القرن الثامن عشر وفي العقد الأول من القرن التاسع عشر. واتخذ المشفى من مصحة ذا ريتريت الإنجليزية - التابعة لعائلة توك - نموذجا له مطبقا طريقة العلاج المعنوي، مع الأخذ في الاعتبار أفكار بينيل الذي أسقط القيود من على كاهل مرضى الاعتلال العقلي.

وبعد الاستقلال، كان الأطباء الأمريكيون - أكثر من زملائهم الأوروبيين - يقومون بجولات استكشافية في مصحات الأمراض العقلية الإنجليزية والفرنسية والألمانية قبل أن يصبح الواحد منهم طبيبا في مصحة عقلية. كان وضعهم الاجتماعي ضعيفا أيضا، ولكن في أعقاب سلسلة من التعديلات على لائحة المشافي، أصبحوا أطباء ومديرين للمصحات في ذات الوقت. إلا أن هذا لم يكن يعني أنهم أحرار يفعلون ما يشاءون. في عام 1844، تأسست «الجريدة الأمريكية للمرض العقلي»، وهي الأداة الرسمية «للجمعية الطبية للمراقبين الطبيين في المؤسسات الأمريكية لعلاج الأمراض العقلية».

অজানা পৃষ্ঠা