উন্মাদের ইতিহাস: প্রাচীন যুগ থেকে আজ অবধি

সারা রাজাই ইউসুফ d. 1450 AH
141

উন্মাদের ইতিহাস: প্রাচীন যুগ থেকে আজ অবধি

تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا

জনগুলি

متحدثا عن تجربته على كافة أنواع الجنون. واستخلص منه أن «التيار لا يؤثر على البله، ويحدث أثرا طفيفا على المختلين عقليا، بينما يتناسب أثره لدى المخبولين بمدى تدنيهم العقلي، وهكذا يكون أقل شدة وألما كلما هبطنا على سلم الإصابات النفسية. ويشعر المصابون بالهوس ومرضى الوسواس - خارج نوبات الذروة - بشدة هذه الهزات الكهربائية التي تسبب لهم آلاما موجعة. أما المصابون بالهوس بفكرة واحدة، فعلى الرغم من عنادهم الشديد أثناء اضطراباتهم الهلاوسية، فإنهم يتخلون عنها مؤقتا بمجرد وقوعهم تحت تأثير الكهرباء. فالألم البدني يتسبب في تهدئة الهذيان ويعيدهم مؤقتا للشعور بالواقع. ولقد استطعت بهذه الطريقة اقتناص ردود من مرضى حكموا على أنفسهم لسنوات بصمت إرادي لم يكن ليقهر حتى استخدام الكهرباء. إلا أن الكهرباء تحرز نتائجها الأكثر ثراء بالأخص في علاج السوداوية (حالة اكتئابية من التعاسة العميقة)؛ حيث يضاف إلى السوداوية حالة من الذهول تتملك المرضى [...] يتملك هؤلاء في البداية جمود وبلادة شديدة إزاء المحفزات الكهرومغناطيسية، ولكنهم يصبحون تدريجيا أقل مقاومة لتأثير التيار الكهربائي الذي ينتهي - في غضون بضع جلسات - بصدمهم بطاقة قوية. في اللحظة التي يدرك فيه المرضى الصدمة ويتألمون منها، نستبشر خيرا بأن جهودنا قد أثمرت، ونقرر الاستمرار.» بدءا من الصدمات الكهربائية «الخفيفة» إلى ما هو أكثر ...

في نهاية القرن التاسع عشر، لم يكن هناك بد من تقابل الهستيريا مع الكهرباء. أمن المعقول عدم تجربتها على مرضى الهستيريا؟ في مصحة سالبيتريير، كان الجميع حتى مرضى الوهن العصبي يعالجون بالكهرباء، ولكن بطرق مختلفة: حمامات كهربائية، لفحات من هواء مكهرب، شرارات مسكنة أو محفزة ... إلخ. ويبين لنا سيلين في رواية «بارابين» كبير الأطباء في مصحة فيني سير سين للأمراض العقلية: «في ساعات محددة، مرتين أسبوعيا، كان يحدث عواصف مغناطيسية فوق رءوس مرضى السوداوية المتجمعين عن قصد داخل غرفة مغلقة ومظلمة تماما» (رحلة إلى نهاية الليل).

لم يختف العلاج بالكهرباء. في عام 1903، يصف بابينسكي - الطبيب المساعد بمصحة شاركو - «صدمة كهربائية مخية» لعلاج مريضة بالسوداوية، صنفت حالتها على أنها ميئوس منها بعد أن جربت معها كافة الوسائل: الإقناع، العلاج بالمياه، الأفيون، جرعات عالية من مادة مستخلصة من نباتات تستعمل ضد التشنج. ولكن استطاعت سلسلة من الشحنات الكهربائية على الدماغ أن تصل بها إلى نتائج، يقول عنها بابينسكي بحرص: «أقول بصورة عامة إن هذا العامل (الكهرباء) غير توجه المخ، وأحدث انطلاقا أعاد إليها التوازن.»

70

في أعقاب فترة من عدم الاهتمام، عاد العلاج بالكهرباء بقوة في ثلاثينيات القرن العشرين، في اتجاه العلاج بالصدمات، بعد أن اتخذ اسم «علاج التشنجات». إلا أن هذا العلاج لم يكن في حاجة دائمة للكهرباء، على غرار محاولة ويليام مالامود في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1940 علاج مرضى الفصام عن طريق حقن سحايا معقمة داخل العقد المشبكية الموصلة للنبض العصبي بين فقرات العمود الفقري. ومن جانبهما، تسبب كل من ليبتز وكوجيل في حدوث تشنجات، بل وغيبوبة، بسبب نقص الأكسجين في المخ (عدم كفاية الأكسجين القادم إلى العضو الأكثر حساسية)، بسبب إعطائهما للمرضى

71

الأزوت الخام ليستنشقوه، وكان ذلك في عصر لم تزل فيه وسائل الإنعاش بسيطة للغاية. وهكذا لم تعد وسائل العلاج البالية حكرا على النظام القديم أو الحقبة الرومانسية.

كما كانت تطبق على نحو تجريبي طرق أخرى للعلاج بالصدمات - ولكن أقل شهرة من الصدمات الكهربائية - في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين: الصدمة الرئوية (مسح مخي غازي) والصدمة باستخدام سائل النيتروسيليلوز (حقن في مواضع مختلفة تحدث لدى المريض أعراضا خطيرة لفرط الحساسية في بعض الأحيان)، وأخيرا صدمة الأنسولين. وترتكز هذه الطريقة الأخيرة - المعروفة باسم علاج ساكيل (وهو اسم طبيب الأمراض العقلية الذي اخترعها) - على إحداث غيبوبة بسبب نقص السكر في الدم بحقن الأنسولين. وخلال فترة العلاج التي تتراوح من ستة إلى ثمانية أسابيع، يفترض أن يتيح الضعف التراجعي للمريض فرصة للفريق المعالج (بدأت الكلمات تتغير بالفعل) أن يقيم معه «علاقة حانية عميقة وممتدة». وظل علاج ساكيل مستخدما في المصحات حتى ظهور العلاج بالانقباضات العصبية، وحتى بعد ذلك.

وادعت الجراحة - وهي «أفضل» من العلاج بالصدمة - أنها تستأصل المرض من جذوره، كما نفعل مع الحشائش الضارة. كان علم الأمراض العقلية ينطلق في حقيقة الأمر - بطابعه التجريبي - من ملاحظات عابرة لشفاء بعض المرضى عقليا ممن أصيبوا بجروح في الرأس. واستكمل القرن التاسع عشر - بطابعه النظامي - هذا النهج، ولا سيما بإحداث ثقوب في رءوس مرضى الصرع (خاصة لدى البريطانيين والأمريكيين). في عام 1907، عرض جراح أمام جمعية علم التنويم وعلم النفس فكرة أن علاج الأطفال المتأخرين عقليا «تكون بإجراء عملية وحيدة وهي قطع القحف (أي استئصال جزء من المخ).»

72

অজানা পৃষ্ঠা