উন্মাদের ইতিহাস: প্রাচীন যুগ থেকে আজ অবধি
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
জনগুলি
تنقسم المنطقة الخاصة بالمرضى عقليا الميئوس من شفائهم، سواء المصابون بالهياج أو الصرع، إلى قسمين يفصلهما جدار لتفادي اختلاط المرضى الذي هو أمر مخالف للتقاليد الطبية. ولقد انشغل سيبيون بينيل بهذه المسألة الخاصة بالجدران خاصة السياج الخارجي، كما اهتم غيره من المعماريين وأطباء الأمراض العقلية أيضا خلال العقود التالية بدراسة ضرورة إحاطة مستشفى الأمراض العقلية بسور خارجي من عدمه. إنها مسألة نظرية بحتة، ولا سيما أن جميع المصحات لها أسوار، ولكنها كانت مفارقة في ذات الوقت؛ لأنها تقدم صورة لمصحة الأمراض العقلية كمصحة وسجن في آن واحد. وبنوع من السذاجة، حاول علم النفس الوليد على الأقل أن يخفي هذه الجدران البغيضة: «بما أن جميع المرضى عقليا يقولون ويعتقدون أنهم سجناء لأسباب أخرى غير مرضهم، فيجب قدر الإمكان محاولة محو فكرة وجودهم داخل سجن أو حبس إجباري عن طريق إخفاء الجدران بكتل ضخمة من الأشجار والزهور.»
يتبقى لنا الجزء المركزي للمباني الإدارية، والذي يقوم أيضا بعدة وظائف خاصة بالعلاج: فقبل كل شيء هو المبنى حيث توجد دورات المياه - التي ثبتت أهميتها العلاجية على مدار مائة عام - وأيضا قاعة الاستقبال، ويعكس قربها من المكاتب الإدارية الرغبة في منع أي زيارات داخل مناطق المرضى، بل وأيضا مراقبة أي علاقة بالخارج عن كثب. وتضم هذه المباني أيضا قاعة الترفيه والمكتبة المخصصة للموظفين وأيضا للمرضى «الذين يتمتعون بالوعي»: «يمكن للمرضى الذين هم على قدر من التعليم دخول هذه الأماكن عند بلوغهم مرحلة النقاهة للتعود تدريجيا على طرق الاندماج داخل المجتمع.» أخيرا، نظرا لعدم وجود منطقة للمراقبة كما هي الحال في كافة مصحات القرن التاسع عشر، فكر سيبيون بينيل على الأقل في إنشاء وحدة للاستقبال تكون في المبنى الرئيس، «تكون مكانا آمنا يمكن للمريض أن ينتظر فيه حتى موعد الزيارة التي يقوم بها طبيبه في اليوم التالي، وخلالها يقرر الطبيب بعد فحص دقيق نقل المريض إلى القسم المناسب له وفقا لنوع مرضه. وإذا كان هناك شك في نوع جنونه، يمكن للطبيب أن يبقي المريض عدة أيام في هذه الوحدة حتى يتأكد.»
وفي النهاية، منع سيبيون بينيل - شأنه شأن سابقيه - أي تصميم معماري جديد أو فخم أو فاخر للمشفى. ففخامة المشفى تكمن في نظامه وتجانسه ونظافته. وعلى الرغم من ذلك، فلقد ظهرت بعض المشاريع المعمارية الجريئة، مثل ذلك الذي قدم في عام 1847 في مدينة رون. فلماذا يجب أن يحرم مشفى للمرضى عقليا تماما من «العظمة والأناقة التي تروق للجميع بجودة ذوقها وبساطتها دون إغفال الجانب الاقتصادي. ينبغي أن نمحو من أذهان المرضى أي صورة لدور الاحتجاز الإجباري والتأديبي.»
8
وفي الواقع، كان المشروع يقوم على: التقسيم التقليدي للمباني إلى ثلاثة أجزاء تحوطهم مساحات خضراء شاسعة تفصلها ممرات مزروعة بالأشجار منسقة على الطريقة الفرنسية في وضع متماثل يضفي بريقا على المشهد ويضفي طابعا جليلا. ومما يزيد من إبداع المشروع وجود جناحي المرضى المقيمين على زاويتي المكان، بالإضافة إلى وفرة عدد الممرات المزينة التي يمكن تغطيتها وتدفئتها خلال فصل الشتاء. ويمتد الشارع الرئيس في هذه المدينة (التي يقيم فيها من تسعين إلى مائة وعشرين موظفا وما بين ستمائة إلى سبعمائة مريض عقليا) لمسافة خمسمائة متر (ويصل عرضه إلى خمسة أمتار)، عبورا بجميع وحدات الخدمات ليفصلهم وينظمهم في ذات الوقت. كانت تلك هي «الحدود القصوى» للمصحة على حد قول أصحاب المشروع الذي كان بمنزلة تصور أولي لما سيصبح عليه شكل المصحات بنهاية القرن التاسع عشر.
ولا يزال تقسيم المناطق لتصنيف المرضى مثارا للجدل، على نحو مختلف من مصحة لأخرى، بل وداخل المصحة الواحدة ومن عصر لآخر وفقا لإمكانيات التنسيق والزيادات المتتالية في العدد. ولا تزال أيضا قضية التقسيم بين مرضى يمكن علاجهم وآخرين ميئوس من شفائهم تطرح بقوة أكثر من تلك المتعلقة بالمرضى القادرين على تحمل نفقات العلاج ومن يعالجون بالمجان. وتراجعت تماما فكرة تخصيص مصحة للمرضى الميئوس من حالتهم (لكونها أليمة للمرضى ولعائلاتهم وللرأي العام وأيضا للطب).
9
ويلاحظ أيضا وجود ذات النفور من تخصيص منطقة من المصحة للمرضى الميئوس من شفائهم. إلا أنهم موجودون بكثرة هؤلاء المرضى، ولكن موزعون بين أقسام المصابين بالهياج والمختلين والمشلولين والقذرين وحتى البله؛ باختصار، في كل مكان. ولكن - من ناحية أخرى - ألا يجب أن يحظى البله والمصابون بالصرع بمصحات خاصة بهم؟ ولكن لا يظهر في الأفق إلا المصحة الشاملة التي تجمع كل الأمراض العقلية.
ولقد قدم كل طبيب شهير للأمراض العقلية في نحو مثالي تصوره عن المصحة العقلية. ففي عام 1852،
10
অজানা পৃষ্ঠা