العاصي
هو من الأنهر القديمة، يخرج من جهة اللبوة من جبال الشام التي تسمى لبنان القديمة فيصب في جهة الهرمل عند طرف جبل لبنان، يتدفق بقوة عظيمة فيصل إلى جهة حمص، وهناك له سد عظيم تتكون منه بحرة متسعة جدا، ينصب قسم من ماء هذا السد إلى حمص، والقسم الأعظم يسير مارا في واد طويل إلى الرستن فحماة فشيزر ففامية، ثم ينتهي إلى العمق ويجتاز قصبتي جسر الشغور وأنطاكية إلى فرضة السويدية فيصب في البحر الرومي، ويسمى هذا النهر قديما «أورنط» و«أورنطس» و«أورند». قال البحتري:
وكم نفست في حمص من متأسف
غدا الموت منها آخذا بالمخنق
وكم قطعت نهر الأورند إليهمو
كتائب تزجى فيلقا بعد فيلق
ويسمى نهر الميماس أيضا. قال أبو العلاء المعري:
إذا كنت ذا لب حصيف فلا تقس
بحمصك والميماس دجلة والكرخا
ويسمى النهر الكبير والمقلوب، ويسمى الآن العاصي لاستعصاب أخذ مائه بغير النواعير، يصل إلى حماة فيقسمها شطرين، وتؤخذ منه جداول يسقى بها بعض القرى وقناة عظيمة في حماة، وتدور عليه النواعير داخل البلد وخارجها فتسقي البيوت والبساتين والحمامات والمساجد. ولا كبير فائدة لذات مدينة حماة من هذا النهر؛ لأنه وإن كان يسقي بساتينها الكثيرة فإن السكان لا يشربون ماء هنيئا يأتي بسهولة خاليا عن الأقذار فإنها تنصب عليه بكثرة.
অজানা পৃষ্ঠা