ومن ذلك أن أبا حمامة كان يقف في الطريق فيسلب من المسافرين ما معهم بعد الضرب المبرح.
ومن ذلك أن بريكا المذكور قبض على غلام يدعى إبراهيم بن سركين وأباح عرضه للمسجونين.
ومن ذلك أن أبا حمامة قبض على رجل من محلة العليليات وقيده في بيت الصوباشي واتهمه أنه ذبح غنما في بيته ولم يطلقه حتى أخذ منه سبع سلطانيات.
ومن ذلك أن بريكا قبض على رجل من محلة باب المغار يدعى ابن المكسح واتهمه بأنه تشاجر مع زوجته ولم يطلقه حتى أخذ منه خمس سلطانيات.
كذلك قبض ابن حمامة على امرأة بدعوى أنها تعاملت مع زوجها على أبيها فأخذ منها خمس عثمانيات.
وهكذا حتى بلغ والي حلب خبره فأرسل أمرا بالتحقيق عليهما فظهرت لهما أعمال مبكية محزنة من هتك عرض وسلب ونهب إلى غير ذلك مما يطول شرحه لو أردنا ذكره كله.
وقد تتابع الظلم من الأمراء والمتسلمين ولا علم لمركز السلطنة بذلك فإن حماة كانت تابعة لطرابلس، وكان للوالي حق تعيين المتسلم - كما ذكرنا - ولم تكن للحكومة محاكم سوى المحكمة الشرعية ولا قوانين سياسية فكان بين يدي المتسلم الموت والحياة.
ففي سنة 1090 كان المتسلم بحماة داود آغا، وكان الوالي في طرابلس محمد باشا، وبعد ذلك ببرهة صارت تابعة لولاية دمشق باسم مقاطعة لأمير الحج، فكانت أموالها تقدم لوالي دمشق بصفة مقاطعة وكان يرسل من قبله متسلما يفعل ما يشاء.
كان لمتسلمي حماة أنواع من القتل والتعذيب لا تنطبق على شرع ولا قانون مدني. كانوا إذا غضبوا على رجل يضعونه على الخازوق
23
অজানা পৃষ্ঠা