قال في المراجعات (1): أنه ألف كتابا في الديات وسماه الصحيفة (2) وقد أورده ابن سعد في الطبقات في آخر كتابه ، مسندا الى أمير المؤمنين (ع)، ورأيت البخاري ومسلما يذكران هذه الصحيفة ويرويان عنها في عدة مواضع من صحيحهما. ومما روياه عنهما ، ما أخرجاه عن الأعمش ، عن إبراهيم التميمي ، عن أبيه ، ان عليا قال : ما عندنا كتاب نقرؤه ، الا كتاب الله ، غير هذه الصحيفة. فأخرجها فإذا فيها أشياء من الجراحات وأسنان الإبل. وقد أكثر الإمام احمد بن حنبل من الرواية عن هذه الصحيفة في مسنده عن طارق ابن شهاب.
ولا نريد ان نستوعب جميع ما ذكره المحدثون وعلماء الرجال حول ما كتبه علي في الحديث والفقه ، وانما ذكرنا هذه النبذة اليسيرة ، لبيان ان التشيع منذ فجر الإسلام الأول كان السابق الى تدعيم أصول الإسلام وفروعه وان عليا وشيعته كانوا أبرز المسلمين في ميدان التشريع ، فدونوا الحديث والأحكام ونشروا تعاليم الإسلام ، بعد ان قام بالخلافة وشؤونها السياسية غيره من المسلمين. هذا بالرغم من ان القائمين على ادارة شؤون الأمة ، قد منعوا من تدوين الأحكام والحديث.
ولكن عليا الحريص على مصلحة الإسلام وتعاليمه والذي جاهد من أجلها ، منذ بعث الله نبيه وعرض نفسه في سبيلها لأشق الحالات وأشدها خطرا ، لا يمكن ان يقف مكتوف اليدين ، لمجرد أن الخليفة لا
পৃষ্ঠা ১৫৯