وكان الخليفة المنصور أكبر مشجع للأطباء النسطوريين على أن يسكنوا بغداد ويعلموا فيها، وكان له ضلع كبير في ترجمة الكتب العلمية والفسلفية عن اللغات اليونانية والسريانية والفارسية، غير أن اهتمام الخليفة المأمون بهذا الأمر كان أكبر، وحمايته للعلماء والحكماء أثبت وأكثر تشجيعا.
4
أسس المأمون الخليفة العباسي مدرسة بغداد سنة 217ه/832م على نسق المدارس النسطورية والزرادشتية التي كانت مؤسسة من قبل ذلك، وسمى تلك المدرسة «بيت الحكمة» ووضعها تحت عناية «يحيى بن ماسويه»
32
John bar Maswai ، الذي توفي سنة 243ه/857م وقد مر بنا ذكره.
وهو من المؤلفين في السريانية والعربية، أما مقالته في الحميات فقد كانت العمدة في دراسة ذلك المرض زمانا طويلا، ونقلت من بعد إلى اللاتينية والعبرية.
أما أكبر الأعمال التي قام بها بيت الحكمة شأنا، فترجع إلى المجهودات التي بذلها تلاميذ يحيى وتابعوه، وعلى الأخص «أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي»، المتوفى سنة 263ه/876م، وهو ذلك الطبيب النسطوري الذي مر ذكره في تاريخ النقل عن اليونانية إلى السريانية، فقد نقل فضلا عن المؤلفات الطبية جزءا من منطق أرسطوطاليس «الأورغانون»، وبعد أن درس أبو زيد في بغداد رحل إلى الإسكندرية، وعاد منها مزودا بكل ثمار الدرس التي كانت شائعة متقنا للغة اليونانية التي استخدمها فيما بعد أداة للنقل إلى السريانية والعربية.
واجتمع معه في «بيت الحكمة» ابنه إسحاق وابن أخته حبيش الأعسم الدمشقي، وترجم حنين إلى العربية مقالات إقليدس
Euclid ، وبضعة مؤلفات عن جالينوس وأبقراط وأرخميديس
Archimides
অজানা পৃষ্ঠা