বৈশ্বিক দৃষ্টিতে দর্শনের ইতিহাস: দার্শনিক কার্ল ইয়াস্পার্সের লিখিত শেষ পাঠ
تاريخ الفلسفة بنظرة عالمية: آخر نص كتبه الفيلسوف كارل ياسبرز
জনগুলি
ولكننا بهذا لا نكاد نلمس إلا لب المشكلة التي تستحوذ على اهتمامنا، ولا نعبر عما يحدث حقا في أثناء البحث التاريخي بمعناه الحقيقي. فلا بد هنا من العمل المضني، ولا بد من تحصيل المعارف الضرورية والمعلومات الممكنة حتى نقترب، في اللحظات المشرقة، من العقول الكبرى، ونبلغ الحاضر الأبدي للتاريخ.
يمكننا إذن أن نصور الصعود التدريجي نحو ما هو جوهري وأساسي في الخطوات التالية: (1)
نذكر في البداية العلم الخارجي: المعرفة التجريبية بالوقائع، والقضايا والأبنية أو السياقات، والتأثرات والتأثيرات، وهذا هو ميدان تاريخ الفلسفة بوصفه علما متخصصا. (2)
ويأتي بعد ذلك تمييز الأشكال، والصور، والمجاميع الكلية ذات الطابع الشخصي أو النسقي. هنا تبقى المعطيات الواقعية موضوعية خالصة، ترى عن بعد، بنظرة النسر المحيطة الشاملة، كأنها مشاهد متتالية، وتكون رؤية الأعمال الكبرى المؤثرة رؤية باردة غير ملتزمة، وموضوعية ذات مسحة جمالية. (3)
وأخيرا يأتي دور الاستيعاب، فيبدأ التحاور والجدال مع شخصيات تعد مثلا ونماذج أو خصوما وأعداء، وفي أثناء هذا الاستيعاب يتنبه الإنسان لنفسه ويفهم نفسه. ويتحول الموضوعي البحت إلى دالة على الوجود الحميم ، ويصبح الغريب خصوصيا، ويصير الماضي حاضرا، والوقتي العابر أبدية، وتتبدل الملاحظة السلبية فتصبح إعدادا للوجود الحميم الفعال. ومن خلال هذا الاستيعاب عن طريق التواصل الشخصي يصير الإنسان نفسه.
والخطوة الثالثة والأخيرة مسألة تخص كل فرد على حدة. أما العرض الموضوعي فيستلزم الخطوتين السابقتين، وإذا كانت تلك الخطوة الثالثة التي تحرك الدفعة وتدل على الهدف تتراجع خلف الخطوتين الأخريين، فإنها لا تستطيع أن تعبر عن نفسها إلا من خلالهما ولهذا فإن ما ندركه منها بشكل غير إرادي يبقى أمرا مباشرا. (2-4) النقطة المرجعية ليست وجهة نظر معينة، بل هي الانفتاح على الوجود الواقعي (أي على الحقيقة بوصفها الشامل الأبدي)
إن إدراك الحقيقة والواقع في تاريخ الفلسفة لا يتم بتطبيق معيار من الخارج عليه. وهو لا يتم كذلك باللجوء إلى حقيقة جزئية معينة تشغل حيزا من ذلك التاريخ وتطمح مع ذلك إلى السيطرة عليه كله وإصدار حكم القاضي عليه، وباختصار لن نفهم تاريخ الفلسفة إذا سطحناه وأخضعناه لحقيقة معروفة سلفا، وسنخفق أيضا في محاولة فهمه إذا لجأنا إلى نظام كلي شامل للوجود، يعد كل تفلسف سابق مجرد إسهام جزئي فيه، أو إلى معيار التقدم في المعرفة أو تتبع التطورات والتحولات التي طرأت على المشكلات وحلولها.
وكذلك لن نفهمه إذا أدرجناه تحت تصنيفات شكلية ومقولات تقويمية، أو أحلنا جميع أفكاره إلى أفكار نسبية تخضع للتعسف والهوى.
وسيكون من العبث أيضا أن نحول هذا التاريخ إلى ميدان حرب يقسم فيه المفكرون السابقون إلى خصوم تفكيرنا الخاص وأصدقائه.
وأخيرا لن نفهم تاريخ الفلسفة إذا اعتمدنا على التصورات الاجتماعية البشرية في مجموعها، أو ربطناه بغاية مطلوبة أو منفعة يمكن أن تعود على أهداف نسعى إلى تحقيقها في الوقت الحاضر.
অজানা পৃষ্ঠা