ইসলামের দার্শনিকদের ইতিহাস
تاريخ فلاسفة الإسلام: دراسة شاملة عن حياتهم وأعمالهم ونقد تحليلي عن آرائهم الفلسفية
জনগুলি
ومما تجب ملاحظته أن التصوف الإسلامي لم يكن نظاما أجنبيا عن الإسلام ولا دخيلا من النصرانية أو البوذية، وأن أصول التصوف موجودة في القرآن وفي الحديث وفي العقيدة الإسلامية وشعائر الدين نفسه. وهذا لا يمنع من الاعتراف بأن أنظمة كالتصوف أساسها الزهد والتقشف كانت موجودة في الأديان الأخرى، ولكن التصوف الإسلامي كان نظاما إسلاميا محضا كما بينا، وأن حديث «لا رهبانية في الإسلام» ليس حديث صحيحا ولم يجزم أحد من علماء الحديث بصدق إسناده.
كذلك لم تكن حياة النبي
صلى الله عليه وسلم
والصحابة قبل المبعث وبعده حياة نعومة ولين وطراوة، بل كانت على العكس من ذلك حياة خشونة وتقشف وتحمل، وهذه هي الحقيقة على الرغم مما جاء في طبقات ابن سعد صاحب الواقدي مما يخالف ذلك، فإن الواقدي وابن سعد وأشباههما من علماء أخريات القرن الثاني للهجرة كانوا يلتمسون في الأحاديث الضعيفة والركيكة ما يبرر حياة الخنوثة والنعومة التي كان يعيشها ملوك ذاك الزمان وأمراؤه.
ولما كان التصوف أساسه الزهد والخشونة، فقد بالغ بعض المتصوفين في ذلك من حيث التعفف عن سائر الشهوات، فلا يبعد والحال هذه أن تكون جذور التصوف في حياة النبي وأصحابه.
ومما تحسن الإشارة إليه أن كلمة الصوفي - نسبة إلى الصوف - وهي النظرية التي قال بها ابن خلدون، كان لها نصيب من الصحة؛ فقد تعود بعض المتصوفين لبس الصوف، وقد جاء حين من الدهر عليهم اتخذوا فيه الصوف علامة مميزة لهم، حتى كان «الثوري» أحد أئمتهم يلبس الصوف فوق الحرير وقد انتقدوا عليه ذلك، وكان الصوف الأبيض هو المقصود ثم عدل الصوفيون عن هذه الثياب خشية القول فيهم بتقليد السيد المسيح أو حوارييه أو رهبان النصارى.
وقد أجمع العلماء على أن أكابر الأولياء من الصوفيين غير من ذكرناهم: مالك بن دينار، البوناني، السختياني، وهيب بن الورد بن أسباط، مسلم الخواص، البسطامي، التستري. (8) ترجمة الحكيم الإلهي محيي الدين ابن العربي
ولد محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الشيخ محيي الدين أبو بكر الطائي الحاتمي الأندلسي المعروف بابن عربي في شهر رمضان سنة ستين وخمسمائة هجريا بمرسية بالأندلس، ولا نعرف عن طفولته شيئا غير أنه لما نما وترعرع طلب العلم في وطنه، فتلقى مبادئه على ابن بشكوال، ثم سافر إلى مصر ودمشق ومكة وبغداد، وأقام في بلاد الروم في طلب العلم والرجال والسياحة.
ولما كان في بلاد الروم سمع حاكمها بصيته فانتقل إليه، فلما وقع بصر الحاكم على محيي الدين قال لمن معه: «هذا رجل تذعر لرؤيته الأسود!»
فسئل محيي الدين في معنى قول الحاكم عنه فقال: «إنه لما كان بمكة خدم شيخا صالحا بإخلاص، فدعا له بقوله «الله يذل لك أعز خلقه.» فكان من آثار هذه الدعوى ما شاهده ملك الروم.»
অজানা পৃষ্ঠা