AUT مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير
الحمد لله خالق الأرواح وبارئ الأجسام وفالق الأصباح بالضياء بعد غسق الظلام ورازق الطيور والإنس والجن والوحوش والأنعام وفاتق السماء والأرض عن قطر الغمام والحب ذو العصف والنخل ذات الأكمام تبصرة لذوي العقول وتذكرة لأولي الأفهام
أحمده على تواتر أنعامه بنعمه العظام وأستزيده من مزيد مننه الجسام
وأشهد أن لا إله إلا الله محيي العظام ذو الطول والعزة والبقاء والجلال والإكرام
وأشهد أن محمدا عبده الصادق الكلام الداعي بإذنه إلى اتباع شريعة الإسلام الماحي بنبوته عباد الأوثان والأصنام الماحق برسالته معالم الأنصاب والأزلام صلى الله عليه صلاة مقرونة بالمزيد والدوام وعلى آله وأصحابه وأنصاره البررة الكرام وأحله وإياهم بفضله ورحمته دار السلام كما طهرهم من دنس العيوب ووضر الآثام
أما بعد فإني كنت قد بدأت قديما بالاعتزام لسؤال من قابلت سؤاله بالامتثال والالتزام على جمع تاريخ لمدينة دمشق أم الشام حمى الله ربوعها من
____________________
পৃষ্ঠা ৩
الدثور والانقصام وسلم جرعها من كيد قاصد يهم بالاختصام فيه ذكر من حلها من الأماثل والأعلام فبدأت به عازما على الإنجاز له والإتمام فعاقت عن إنجازه وإتمامه عوائق الأيام من شدوة الخاطر وكلال الناظر وتعاقب الآلام فصدفت عن العمل فيه برهة من الأعوام حتى كثر في إهماله لوم اللوام وتحشيم من تحشيمه سبب لوجود الاحتشام وظهر ذكر شروعي فيه حتى خرج عن حد الاكتتام وانتشر الحديث فيه بين الخواص والعوام وتطلع إلى مطالعته أولوا النهى وذووا الأحكام ورقى خبر جمعي له إلى حضرة الملك القمقام الكامل العادل الزاهد المجاهد المرابط الهمام أبي القاسم محمود بن زنكي بن أبي سنقر ناصر الإمام أدام الله ظل دولته على كافة الأنام وأبقاه مسلما من الأسوأ منصور الأعلام منتقما من عداة المسلمين الكفرة الطغام معظما لحملة الدين بإظهار الإكرام لهم والاحترام منعما عليهم بإدرار الإحسان إليهم والإنعام عافيا عن ذنوب ذوي الإساءات والإجرام بانيا للمساجد والمدارس والأسوار ومكاتب الأيتام راضيا بأخذ الحلال ورافضا لاكتساب الحطام آمرا بالمعروف زاجرا عن ارتكاب الحرام ناصرا للملهوف وقاهرا للظالم العسوف بالانتقام قامعا لأرباب البدع بالإبعاد لهم والإرغام خالعا لقلوب الكفرة بالجرأة عليهم والإقدام
وبلغني تشوقه إلى الاستنجاز له والاستتمام ليلم بمطالعة ما تيسر منه بعض الإلمام فراجعت العمل فيه راجيا للظفر بالتمام شاكرا لما ظهر منه من حسن الاهتمام مبادرا ما يحول دون المراد من حلول الحمام مع كون الكبر مطية العجز ومظنة الأسقام وضعف البصر حائلا دون الإتقان له والإحكام والله سبحانه وتعالى المعين فيه بلطفه عن بلوغ المرام
وهو كتاب مشتمل على ذكر من حلها من أماثل البرية أو اجتاز بها أو بأعمالها من
____________________
পৃষ্ঠা ৪
ذوي الفضل والمزيد من أنبيائها وهداتها وخلفائها وولاتها وفقهائها وقضاتها وعلمائها ودراتها وقرائها ونحاتها وشعرائها ورواتها من أمنائها وأبنائها وضعفائها وثقاتها وذكر ما لهم من ثناء ومدح وإثبات ما فيهم من هجاء وقدح وإيراد ما ذكرونه من تعديل وجرح وحكاية ما نقل عنهم من جد ومزح وبعض ما وقع إلي من رواياتهم وتعريف ما عرفت من مواليدهم ووفاتهم
وبدأت بذكر من اسمه منهم أحمد لأن الابتداء بمن وافق اسمه اسم المصطفى ثم ذكرتهم بعد ذلك على ترتيب الحروف مع اعتبار الحرف الثاني والثالث تسهيلا للوقوف وكذلك أيضا اعتبرت الحروف في أسماء آبائهم وأجدادهم ولم أرتبهم على طبقات أزمانهم أو كثرة أعدادهم وعلى قدر علوهم في الدرجات والرتب ولا لشرفهم في الأفعال والنسب وأردفتهم بمن عرف بكنيته ولم أقف على حقيقة تسميته ثم ذكر تنسيبه وبمن لم يسم في روايته وأتبعتهم بذكر النسوة المذكورات والإماء الشواعر المشهورات وقدمت قبل جميع ذلك جملة من الأخبار في شرف الشام وفضله وبعض ما حفظ من مناقب سكانه وأهله وما خصوا به دون أهل الأقطار وامتازوا به على سائر سكان الأمصار ما خلا سكان الحرمين وجيران المسجدين المعظمين وبوبت ذلك جميعه تبويبا ورتبته في مواضعه ترتيبا وذلك مبلغ علمي وغاية جهدي على ما وقع إلي أو ثبت عندي
فمن وقف فيه على تقصير أو خلل أو غير ذلك منه على تغيير أو زلل فليعذر أخاه في ذلك متطولا وليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا فالتقصير من الأوصاف البشرية وليست الإحاطة بالعلم إلا لبارئ البرية فهو الذي وسع كل شيء علما وأحصى مخلوقاته عينا واسما ومع ذلك فمن ذكرت أقل ممن أهملت وما أصبت
____________________
পৃষ্ঠা ৫
في ذكره أكثر مما أغفلت وليس يخلو من فائدة من الفوائد المستفادة وذكر حكاية من الحكايات المستحسنة المستجادة لما جمعه من الأخبار الجامعة وانطوى عليه من الآثار اللامعة وحواه من الأذكار النافعة وتضمنه من الأشعار الرائعة مما يرغب في حسنة الراغب ويستفيد لعزته وجودته الطالب والله سبحانه وتعالى ييسر جمعه على من جمعه وينفع به من رواه ومن سمعه إنه جدير بإجابتي قدير على تحقيق رجائي وهو ولي كل خير ودافع كل سوء وضير والهادي في القول لصوابه ولا حول ولا قوة إلا به
____________________
পৃষ্ঠা ৬
*
AUT باب في ذكر أصل اشتقاق تسمية الشام عن العالمين بالنقل والعارفين بأصول الكلام
*
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري السلمي بقرائتي عليه ببغداد قال
أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن عبد الله الجوهري أنا أبو عمر بن العباس بن حيوية أنا أبو الحسين أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب أنا أبو محمد بن حارث بن أبي أسامة أنا أبو عبد الله محمد بن سعد أنبأنا هشام بن محمد عن أبيه قال كان الذي عقد لهم يعني ولد نوح عليه السلام الألوية ببابل لوناطن بن نوح فنزل بنو سام المجدل سرة الأرض فيما بين ساتيدما إلى البحر وما بين اليمن إلى الشام وجعل الله النبوة والكتاب والجمال والأدمة والبياض فيهم ونزل بنو حام مجرى الجنوب والدبور ويقال لتلك الناحية الداروم وجعل الله تعالى فيهم أدمة وبياضا قليلا وأعمر بلادهم وسماءهم ورفع عنهم الطاعون وجعل في أرضهم الأثل والأراك والعشر والغاف والنخل وحرت الشمس والقمر في
____________________
পৃষ্ঠা ৭
سمائهم ونزل بنو يافث الصفون تجري الشام والصبا وفيهم الشقرة والحمرة وأخلا الله تعالى أرضهم فاشتد بردها وأجلا سماءها فليس يجري فوقهم شيء من النجوم السبعة الجارية لأنهم صاروا تحت بنات نعش والجدي والفرقد وابتلوا بالطاعون ثم لحقت عاد بالشحر فعليه هلكوا بواد يقال له مغيث فلحقت بعدهم مهرة بالشحر ولحقت عبيل بموضع يثرب ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء ثم انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيلا فنزلوا موضع الجحفة فأقبل سيل فاجتحفهم فذهب بهم فسميت الجحفة ولحقت ثمود بالحجر وما يليه فهلكوا ثم لحقت طسم وجديس باليمامة وإنما سميت اليمامة بامرأة منهم فهلكوا ولحقت أميم بأرض أبار فهلكوا بها وهي يمين اليمامة والشحر لا يصل إليها اليوم أحد غلبت عليها الجن وإنما سميت أبار بأبار بن أميم ولحقت بنو يقطن بن عابر باليمن فسميت اليمن حيث تناهوا إليها ولحق قوم من بني كنعان بن حام بالشام فسميت بالشام حيث تشآموا إليها وكانت الشام يقال لها أرض بني كنعان ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم عنها فكانت الشام لبني إسرائيل ووثبت الروم على بني إسرائيل فقتلوهم وأجلوهم إلى العراق إلا قليلا منهم وجاءت العرب فغلبوا على الشام
وكان فالغ بن عابر بن شالح بن ارفخشد بن سام بن نوح هو الذي قسم الأرض بين بني نوح كما سمينا في الكتاب
قال ويقطن هو قحطان بن عابر بن شالخ وطسم وأميم وعمليق وهو غريب بنو لوذ بن سام بن نوح وثمود وجديس ابنا حاثر بن أرم بن سام بن نوح وعاد وعبيل ابنا عوص بن ارم بن سام بن نوح والروم بنو السقطان بن ثوبان بن يافث بن نوح عليه السلام
أخبرنا أبو القاسم إسمعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث السمرقندي
____________________
পৃষ্ঠা ৮
الحافظ بقراءتي عليه ببغداد قال أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور بن اللاكائي أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن منصور بن الفضل المتوتي القطان أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستوية النحوي أنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي قال حدثت عن الأصمعي عن النمر بن هلاك عن قتادة عن أبي الخلد قال الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخا منها ألف فرسخ للعرب ولسائر الناس البقية
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن البنا ببغداد أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفرا أنبأنا أبو القاسم إسمعيل بن سعيد بن سويد المعدل قراءة عليه قال قال أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري والشام فيه وجهان يجوز أن يكون مأخوذا من اليد الشؤمى وهي اليسرى وقال الشاعر
( وانحى على شؤمي يديه فرادها ** بأظمأ من فرع الذوابة أسحما )
ويجوز أن يكون فعلى من الشؤم
قال ويقال أنجد أتى نجدا وأعرق دخل العراق وأعمن أتى عمان وقد أشأم أتى إلى الشام وبصر وكوف وأمن ويامن إذا أتى اليمن
دفع إلي أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن محمد بن عمر الحافظ الأديب البغدادي ببغداد كتاب اشتقاق أسماء البلدان لأبي الحسين محمد بن فارس بن زكريا اللغوي وعليه خطه فوجدت فيه قال أبو الحسين بن فارس أما الشام فهو فعل من اليد الشؤمى وهي اليسرى ويقال أخذ شآمة أي على يساره وشأمت القوم ذهبت على شمالهم وقال قوم هو من شوم الإبل وهو سودها وحضارها هي البيض قال أبو ذؤيب
____________________
পৃষ্ঠা ৯
( فما تشتري إلا بربح سباؤها ** بنات المخاض شومها وحصارها )
وفي كتاب الله جل ثناؤه في المعنى الأول { وأصحاب المشأمة } ثم قال الأعشى
( وأنحى على شؤمي يديها فرادها ** بأظمأ من فرع الذوابة أسحما )
ويقال شام وشآم
قال النابغة قال
( على أثر الأدلة والبغايا ** وخفق الناعجات من الشآم )
ورجل شأم من أهل الشام قال ابن فارس وسميت اليمن لأنها على يمين الكعبة
قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر الشرخي الصوري المعروف بابن الأرمنازي الخطيب قال نقلت من كتاب فيه أخبار الكعبة وفضائلها وأسماء المدن والبلدان عن الواقدي والمدائني وابن المقفع
قال ابن المقفع سميت الشام بسام بن نوح وسام اسمه بالسريانية شام وبالعبرانية شيم وقال الكلبي سميت بشامات لها حمر وسود وبيض ولم ينزلها سام قط وقال غيره سميت الشام لأنها عن شمال الأرض كما أن اليمن أيمن الأرض فقالوا تشام الذين نزلوا الشام وتيمن الذين نزلوا اليمن كما تقول أخذت يمنة أي ذات اليمين وشآمة أي ذات الشمال وقال بعض الرواة إن اسم الشام الأول سورية وكانت أرض بني إسرائيل قسمت على اثني عشر سهما فصار لكل قسم تسعة أسباط ونصف في مدينة يقال له سامر وهي من أرض فلسطين فسار إليها متجر العرب في ذلك الدهر ومنها كانت ميرتهم فسموا الشام بسام بن نمر حذفوا فقالوا الشام
____________________
পৃষ্ঠা ১০
*
AUT باب تاريخ بناء مدينة دمشق ومعرفة من بناها وحكاية الأقوال في ذلك تسليما لمن حكاها
*
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس السليم الحداد المعروف بأخي سلمان بدمشق عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد التميمي أنبأنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج الدمشقي أنا أبو بكر محمد بن أيوب بن إسحاق الرافقي نا محمد بن خضر يعني ابن علي الرافقي نا أبو وهب يعني الوليد بن عبد الملك بن مسرج نا سليمان بن عطاء عن سلمة بن عبد الله الجهني عن كعب قال أول حائط وضع على وجه الأرض بعد الطوفان حائط حران ودمشق ثم بابل
قرأت على أبي سعيد خلف بن إسماعيل بن أحمد الدمشقي بدمشق عن عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني أنا مكي بن محمد بن الغمر أنا أبو سليمان بن زبر أنا أبي قال وذكر أبو الحسن يعني المدائني عن إسحاق بن أيوب القرشي أن جيرون من بناء سليمان بن داود بنته الشياطين وكان الشيطان الذي بناه يدعى جيرون وبنى سقيفة مستطيلة على عمد وسقائف على عمد وحوله مدينة
____________________
পৃষ্ঠা ১১
لطيفة تطيف بجيرون
قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن عمر بن صابر شيخنا فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني نا مخلد بن مالك الحراني نا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عن يونس بن راشد عن خصيف قال لما هبط نوح من السفينة وأشرف من جبل حسمى رأى تل حران بين نهرين جلاب وديصان فأتى حران فخطها ثم أتى دمشق فخطها فكانت حران أول مدينة خطت بعد الطوفان ثم دمشق
قال الرازي وقال أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن خرداذبة في كتاب التاريخ وحكاه عن غيره أن أصحاب الرس كانوا بحضور فبعث الله إليهم نبيا يقال له حنظلة بن صفوان فكذبوه وقتلوه فسار عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح بولده بالرس فنزل الأحقاف وأهلك الله تعالى أصحاب الرس وانتسبوا ولد عاد في
____________________
পৃষ্ঠা ১২
اليمن كله وفشوا مع ذلك في الأرض حتى نزل جيرون بن سعد بن عاد بن عوص بدمشق وهي مدينتها وسماها جيرون وهي إرم ذات العماد وليس أعمدة الحجارة في موضع أكثر منها بدمشق فبعث الله تعالى هو دبن عبد الله بن رباح بن خالد بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح نبيا إلى عاد يعني إلى أولاد عاد بالأحقاف فكذبوه فأهلكهم الله تعالى
قال أبو الحسن وقرأت في بعض الكتب أن جيرون ويدبل كانا أخوين وهما ابنا سعد بن لقمان بن عاد وهما اللذان يعرف جيرون وباب البريد بدمشق بهما
قال نا أبو الحسين أخبرني أحمد بن حميد بن أبي العجائز قال قال منصور بن يحيى بن سعيد الموصلي المدن القديمة الكعبة ومصر ودمشق والجزيرة والأبلة ونينوى وحران والسوس الأقصى
قال وأخبرني أبو القاسم أيوب بن سليمان بن بنة الرازي نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا بسامرة حدثنا محمد بن يحيى نا أحمد بن هارون نا خالد بن يزيد بن أسد بن عبد الله القشيري الدمشقي نا سعيد بن الحرث بن ميمون الصنعاني
عن وهب بن منبه قال ودمشق بناها العادر غلام إبراهيم الخليل وكان حبشيا وهبه له نمرود بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار وكان اسم الغلام دمشق فسماها على اسمه وذلك بعد الغرق وكان إبراهيم صلى الله عليه وسلم جعله على كل شيء وسكنها الروم بعد ذلك بزمان
قال أبو الحسين الرازي وحدث في الكتاب الذي سماه أبو عبيدة محمد بن
____________________
পৃষ্ঠা ১৩
المثنى كتاب فضائل الرس وحكاه عن عمر المعروف بعمر كسرى أن بيواراسب الملك الكيرواني بنى مدينة بابل ومدينة صور ومدينة دمشق
قال أبو الحسين وحكى الدمشقيون ولم يقع إلي إسناده
قالوا كان في زمان معاوية بن أبي سفيان رجل صالح بدمشق من المعوزين وكان يقصده الخضر عليه السلام في أوقات يأتيه فيها فبلغ معاوية بن أبي سفيان ذلك فجاء إليه راجلا فقال له بلغني أن الخضر ينقطع إليك فأحب أن تجمع بيني وبينه عندك فقال له نعم فجاءه الخضر على الرسم فسأله الرجل ذلك فأبى عليه وقال ليس إلى ذلك سبيل فعرف الرجل ذلك إلى معاوية فقال قل له قد قعدنا مع من هو خير منك وحدثناه وخاطبناه وهو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن اسأله عن ابتداء بناء دمشق كيف كان فقال نعم صرت إليها رأيت موضعها بحرا مستجمعا فيه المياه ثم غبت عنها خمسمائة سنة ثم صرت إليها فرأيتها غيضة ثم غبت عنها خمسمائة سنة ثم صرت إليها فرأيتها بحرا كعادتها الأولى ثم غبت عنها خمسماية عام وصرت إليها فرأيتها قد ابتدأ فيها البناء ونفر يسير فيها
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي الحافظ نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني أنا أبو عبيد السري بن يحيى التميمي أنا شعيب بن إبراهيم التميمي نا سيف بن عمر التميمي الأسدي
قال وأما فارس والروم فإنهم لم يزالوا في ملك منظور مذ بادئ الدهر حتى بعث الله رسوله عليه الصلاة والسلام فجمع له ملك الأشدين إلى ملك العرب وملك من
____________________
পৃষ্ঠা ১৪
الروم عشرة أهل أبيات فأول بيوتاتهم ملك بالغ وبنوه في زمان بالغ صنع ماء الذهب ثم خرج منهم الملك إلى تمنع فمكث فيهم يسيرا ثم خرج منهم إلى علوي فمكث فيهم قليلا ثم خرج منهم إلى تبيت ثم خرج منهم إلى اهليما ثم صار بعده إلى إيليا وبه سميت إيلياء ثم تحول الملك إلى يمين فملك من ولده فترك ثم مبصر ثم جيرون وهو الذي نزل بدمشق وبه سمي باب جيرون ثم ملك بعدهم مهاطيل وتحول الملك إليه وتزوج إلى النوبة فولد له الأصفر وكان الملك فيهم ثم انقرضوا فتحول إلى صيفون ومنهم القياصر فملك بعد قيصر هرقل وكان آخر بني هرقل الأخرم
قرأت بخط شيخنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري فيما ذكر أن نقله من كتاب فيه أخبار الكعبة وفضائلها وأسماء المدن والبلدان وأخبارها قال أبو البختري ولد إبراهيم عليه السلام على رأس ثلاثة آلاف ومائة وخمسين سنة من جملة الدهر الذي هو سبعة آلاف سنة قال وذلك بعد بنيان دمشق بخمس سنين وهي جيرون عند باب مدينة دمشق من بناء سليمان بنته الشياطين وكان الشيطان الذي بناه يقال له جيرون فسمي به وهي سقيفة مستطيلة على عمد وحوله مدينة تطيف بجيرون
وقيل إن دمشق بناها دمشقيين غلام كان مع الإسكندرية
وبلغني من وجه آخر أنه لما رجع ذو القرنين من المشرق وعمل السد بين أهل خراسان وبين يأجوج ومأجوج وسار يريد المغرب فلما أن بلغ الشام وصعد على عقبة دمر ابصر هذا الموضع الذي فيه اليوم مدينة دمشق وكان هذا الوادي الذي يجري فيه نهر دمشق غيضة أرز والأرزة التي وقعت في سنة ثلثمائة وثلاث عشرة من بقايا تلك الغيضة فلما نظر ذو القرنين إلى تلك الغيظة وكان هذا الماء الذي في هذه الأنهار اليوم مفترق مجتمعا في واد واحد فأخذ الاسكندر وهو ذو القرنين يتفكر كيف يبني
____________________
পৃষ্ঠা ১৫
فيه مدينة وكان أكثر فكره وتعجبه أنه نظر إلى جبل يدور بذلك الموضع وبالغيظة كلها فكان له غلام يقال له دمشقيين على جميع ملكه ولما نزل ذو القرنين من عقبة دمر سار حتى نزل في موضع القرية المعروفة بيلدا من دمشق على ثلاثة أميال فلما نزل ذو القرنين أمر أن يحفر له في ذلك الموضع حفرة فلما فعلوا ذلك أمر أن يرد التراب الذي خرج منها إليها فلما رد التراب إليها لم تمتلئ الحفيرة فقال لغلامه دمشقيين ارحل فإني كنت قد نويت أني أؤسس في هذا الموضع مدينة فأما إذ بان لي منه هذا فلا يصلح أن يكون ها هنا مدينة فقال له غلامه ولم يا مولاي قال ذو القرنين إن بني ها هنا مدينة في هذا الموضع فإنها ما تكون تكفي أهلها زرعها
قال المصنف للكتاب وعلامة ذلك أن أهل غوطة دمشق لا تكفيهم غلاتهم حتى يشتروا لهم من المدينة وأن ذو القرنين رحل من هناك سائرا حتى صار إلى البثنية وحوران وأشرف على تلك البقعة ونظر إلى تلك التربة الحمراء فأمر أن يناول من ذلك التراب فلما صار في يده أعجبه لأنه نظر إلى تربة حمراء كأنها الزعفران فأمر أن ينزل هناك فلما نزل أمر أن يحفر في ذلك الموضع حفيرة فلما حفر أمر أن يرد ذلك التراب الذي حفر إلى المكان الذي أخرج منه فردوه ففضل منه تراب كثير فقال ذو القرنين لغلامه دمشقيين ارجع إلى الموضع الذي فيه الأرز إلى ذلك الوادي فاقطع ذلك الشجر وابن على حافة الوادي مدينة وسمها دمشق على اسمك فهناك يصلح أن يكون مدينة وهذا الموضع بحرها ومنه ميرتها يعني البثنية وحوران فرجع
____________________
পৃষ্ঠা ১৬
دمشقيين ورسم المدينة وبناها وعمل لها حصنا والمدينة التي كانت رسم دمشقيين هي المدينة الداخلة وعمل لها ثلاثة ابواب جيرون مع ثلاثة أبواب البريد مع باب الحديد الذي في سوق الأساكفة مع باب الفراديس الداخلة هذه كانت المدينة إذا أغلقت هذه الأبواب فقد أغلقت المدينة وخارج هذه الأبواب كان مرعى فبناها دمشق وسكنها ومات فيها وكان قد بنى هذا الموضع الذي هو المسجد الجامع اليوم كنيسة يعبد الله تعالى فيها إلى ان مات
وبلغني من وجه آخر عن بعضهم أن الذي بنى دمشق بناها على الكواكب السبعة وأن المشتري بيته دمشق وجعل لها سبعة أبواب وصور على كل باب أحد الكواكب السبعة وصور على الباب الذي يقال له اليوم باب كيسان زحل فخربت الصور كلها التي كانت على الأبواب إلا باب كيسان فإن صورة زحل عليه باقية إلى الساعة
أنبأنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب المعروف بالنسيب وأبو محمد هبة الله بن محمد بن أحمد الأكفاني الأنصاري المزكي قالا حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد التميمي أخبرني أبو القاسم تمام بن محمد الرازي قال قرأت في كتاب عتيق بباب كيسان لزحل باب شرقي الشمس باب توما للزهرة باب الصغير للمشتري باب الجابية للمريخ باب الفراديس لعطارد باب الفراديس الآخر المسدد للقمر
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني أبو الفضل أحمد بن منده بن محمد بن يحيى حدثني أبي نا أبي عبد الله يحيى بن حمزة قال قدم عبد الله بن علي دمشق وحاصر أهلها فلما دخلها هدم سورها فوقع منها حجر كان عليه مكتوب باليونانية فأرسلوا خلف راهب فقالوا تقرأ ما عليه فقال جيئوني بقير فطبعه على الحجر فإذا
____________________
পৃষ্ঠা ১৭
عليه مكتوب ويك إرم الجبابرة من رامك بسوء قصمه الله إذا وهى منك جيرون الغربي من باب البريد ويلك من الخمسة أعين نقض سورك على يديه بعد أربعة آلاف سنة تعيشين رغدا فإذا وحى منك جيرون الشرقي أديل لك ممن يعرض لك
قال فوجدنا الخمسة أعين عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب عين بن عين بن عين بن عين
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا تمام بن محمد الرازي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفرج عبد الله بن الفرج بن البراي حدثني محمد بن سعيد بن فطيس نا إبراهيم بن عتيق سمعت أبا مسهر يقول إن ملك دمشق بنى حصن دمشق الذي حول المسجد داخل المدينة على مسحة مسجد بيت المقدس وحمل أبواب بيت المقدس فوضعها على أبوابه فهذه الأبواب التي على الحصن هي أبواب مسجد بيت المقدس
____________________
পৃষ্ঠা ১৮
AUT فصل في اشتقاق تسمية دمشق وأماكن من نواحيها وذكر ما بلغني من الأقوال التي قيلت
ودفع إلي أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي ببغداد كتاب اشتقاق اسماء البلدان لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي وعليه خطه فوجدت فيه وأما دمشق فيقال إنها من دمشق وناقة دمشق أي سريعة
قال
( وصاحبي ذات هباب دمشق ** كأنها بعد الكلال زورق )
ويقال دمشق الضرب دمشقة إذا ضرب ضربا سريعا خفيفا
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد البنا أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين بن الفرا أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدل قال قال أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري أنبأنا دمشق فعل من قول العرب ناقة دمشق الخطو إذا كانت خفيفة الخطو
وذكر أبو عبد الله الحسين بن خالويه النحوي فيما قرأته بخط أبي محمد عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر كتب إلي سيف الدولة لا شكت عشره ولا
____________________
পৃষ্ঠা ১৯
أشلت يده يسأل عن دمشق هل يقال فيها دمشقة أم لا فقلت دمشق اسم هذه المدينة ليست عربية فيما ذكر ابن دريد بل هي معربة ولا يقال إلا بغيرها
فأما الدمشقة السرعة في المشي دمشق يدمشق دمشقة ودمشاقا إذا أسرع وكل سريع دمشق أطال بقاء سيدنا بك المسند وزين أم خنور بكونه فيها فأعاد الرقعة وقد وقع عليها مر بنا في كتاب قال عبد الرحمن بن حنبل الحجيمي وهو بعسكر يزيد بن أبي سفيان عند حصارهم دمشق
( أبلغ أبا سفيان عنا بأننا ** على خير حال كان جيش يكونها )
( وإنا على بابي دمشقة نرتمي ** وقد حان من بابي دمشقة حينها )
وفي الرقعة أيضا أن الناقة السريعة يقال لها دمشق والمرأة السريعة اليد في العمل فكتبت تحته هذا جائز للشاعر يحتمل له ولا سيما إذا قصد بدمشق إلى مدينة فزاد هاء تأكيدا للتأنيث كما أن عقربا مؤنثا بغير علامة التأنيث والعقربان ذكرها فقالوا عقربة تأكيدا فكذلك دمشق ودمشقة وذكر يونس وغيره أتانة وعجوزة وفرسة كل ذلك تأكيدا وقرأ ابن مسعود { تسع وتسعون نعجة } أنثى فبعث يستحضرني فلما مثلت بين يديه قلت أيها الأمير رب علم كنت سببه وقد استنقذته دمشقة إلا أنه في النحو كما ذكرت والعرب تزيد المذكر بيانا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ابن لبون ذكر وتزيد المؤنث تأكيدا مثل نعجة أنثى وذكر كلاما غيره \ ح \
سمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي ببغداد وكان أسر وبقي ببلاد الروم مدة ثم أن رجلا من حكماء الروم قال له إنما سميت دمشق بالرومية وإن
____________________
পৃষ্ঠা ২০
أصل اسمها ذوو مسكنين أي مسك مضاعف لطيبها لأن ذوا التصغير ومسكس هو المسك ثم عربت فقيل دمشق والله تعالى أعلم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد بن الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد أنا هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال ابن سعد وأخبرنا رؤيم بن يزيد المقري نا هارون بن أبي عيسى الشامي عن محمد بن إسحاق بن يسار قالا ولد لإسماعيل بن إبراهيم اثنا عشر رجلا وسماهم وقالا ودما وهوديما وبه سميت دومة الجندل
قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر فيما نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الرافقي نا محمد بن موسى العمي نا أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال ولد للوط أربعة بنين وابنتان فأما البنون فاسمهم ماث وخلان وعمان وملكان وأما البنات فاسمهم زغزوالرية فعمان مدينة البلقاء سميت بعمان بن لوط ومآب من سائر البلقاء سميت بمآب بن لوط قال أبو المنذر قال الشرقي بن قطامي سميت صيداء التي بالشام بصيدون بن صدقاء بن كنعان بن حام بن نوح وسميت أريحا التي بالشام بأريحا بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح وسمي البلقاء ببالق بن عمان بن لوط لأنه بناها وسكنها
وقال الرازي أخبرني محمد بن حميد نبأنا محمد بن الحسن بن السمط قال
____________________
পৃষ্ঠা ২১
قرأت على خالي محمد بن سهل بن عبد الكريم قال وقالوا البلقاء من عمل دمشق سميت ببلقاء بن سويرة من بني عمان بن لوط وهو بناها
ويقال ولد للوط أربعة رجلان مآب وعمان وابنتان زغروالرية فعمان مدينة البلقاء سميت بعمان بن لوط ومآب من مدائن البلقاء سميت بمآب بن لوط وزغر سميت بزغر بنت لوط والرية برية بنت لوط وقال صيداء إنما سميت بصيدون بن صيدقا بن كنعان بن حام وهو أول من ولده آدم
وبلغني أن الكسوة إنما سميت بذلك لأن غسان قتلت بها رسل ملك الروم إليهم لأخذ الجزية منهم واقتسمت كسوتهم
أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر شجاع بن أبي بكر الحاقة اللفتواني ببغداد أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الأصبهاني أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن زنجوية العدل الأصبهاني أنا أبو أحمد الحسين بن عبد الله بن سعيد العسكري قال وأما مؤتة مهموزة والهمزة ساكنة فهي الأرض التي قتل فيها جعفر بن أبي طالب
وفيما دفع إلي أبو الفضل بن ناصر من كتاب أبي الحسين بن فارس وقرأته قال وجيرون من قولك جرن الشيء إذا املاس والجارن الأملس من كل شيء وجلق من قولك جلق رأسه إذا حلقه والجابية الخابية من الجايب والجمع جواب وقال الله جل ثناؤه { وجفان كالجواب } ثم قال الأعشى
( تروح على آل المحلق جفتة ** كجابية الشيخ العراقي تفهق )
وقال ابن فارس وأذرح من قولك هو ذريحي أي شديد الحمرة وذرحت الزعفران في الماء
____________________
পৃষ্ঠা ২২