তারিখ ইল্ম আদাব
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
জনগুলি
ومن مشاهير أدباء الإنكليز والترسقوت (1771-1832) كتب بالإنكليزية أكثر من سبعين قصة تاريخية بين سني 1814 و1832 كلها في غاية التدقيق عول عليها المؤرخون، ومنهم ميشله المؤرخ الشهير ؛ لأن صاحب القصص له في الوقائع التاريخية نظر دقيق، وشروح وافية قلما يتيسر للمؤرخ الإحاطة بها ونسج على منوال والترسقوت في القصص التاريخية وليم غودوين، ثم ظهر في عالم التحرير المؤلف التحرير والديبلومات الشهير بنيامين الإسرائيلي صاحب القصص السياسية، وهو اشتهر في التاريخ باسم اللورد بيونسفيلد، ونبغ في فنون الأدب والسياسة، وساح سنة 1829 في إيطاليا، واليونان، وبلاد الأرناؤوط، وبر الأناضول، وسوريا، ومصر، والحبشة ونشر كتب سياحاته على طرز قصصي وبين فيها آراءه السياسية، وعرب المقتطف بتصرف، قصة سياحته في سورية وفلسطين، وله قصة أخرى عنوانها «إسكندر بك الأرناؤوط»، وصار هذا الإسرائيلي رئيسا لوزارة المحافظين، وكان مخالفا في السياسة لغلادستون رئيس حزب الأحرار، فثبت بيقونسفيلد أمام مطامع روسيا وعارض في إجراء معاهدة أباستافانوس سنة 1877، ولكنه طمع في الأجرة على هذه الخدمة وربح أكثر من اللازم في تجارته، وتوفي سنة 1881.
فيفهم مما تقدم أن أول واضع لأساليب الطريقة الرومانية وليم شكسبير، ولكن أول ناسج على منوال هذه الطريقة، ومظهر لمزاياها هم شعراء الألمان، وجميعهم من إنكليز، وألمان، وفرنساويين اقتبسوا أفانين الأدب من الإسبانيين، والطليان المخالطين للعرب في القرون الوسطى. (9) الطريقة الرومانية عند الألمان والفرنساويين
أما الألمان فأقدم تأليف أدبي لهم أغاني هيلدبراند نظمت في القرن التاسع للميلاد بلسان الألمان، كما نظمت أغاني رولان بلسان رومان، وفي القرن الثالث عشر جمع ديوان نيبلونجن كما جمعت قصة عنتر، وذكر فيه الحروب التي حدثت بين قبائل نيبلونجن، وبين أتيلا الذي هجم عليهم من الشرق وأبادهم. فهذا الديوان هو كتاب الحماسة الألمانية، ثم حدث الانقلاب الديني وظهر لوتر مؤسس أحكام الديانة البروتستانتية، وترجم للألمانية الكتب المقدسة فاتسعت بذلك اللغة وتهذبت نوعا ما وظهر نفر من الكتاب والشعراء والعلماء، ومع ذلك استمر الألمان للقرن الثامن عشر للميلاد محرومين من فنون الأدب المعتبرة عند الأدباء، وكان الأمراء والأعيان في ألمانيا مكبين على تحصيل الأدب الفرنساوي، وعلى حفظ الأشعار الفرنساوية والتمثل بها، والتكلم بالفرنساوية في نوادي سمرهم، ومجتمعاتهم، وضيافاتهم تشبها بملوك بروسيا وبما في القصر الملوك ببرلين إذ الناس على دين ملوكهم، وكان لفريدريك الثاني ملك بروسيا إعجاب شديد بالشاعر الحكيم فولتير الفرنساوي، فقربه إليه وأحله في قصره محلا رفيعا. والحاصل كانت بضاعة الأدب الفرنساوي رائجة عند الألمانيين كرواجها عند الروس، وكرواجها أيضا بعد حرب القرم في الأستانة العلية، ومصر القاهرة.
حضرت يوما في مدرسة العلوم السياسية بباريس امتحان طالب تركي إستانبولي أجاب جوابا مقبولا عن أكثر الأسئلة التي ألقيت عليه بما يتعلق بأحوال فرنسا وشئونها الداخلية اللازم معرفتها لأبنائها، فلما انتبه له المعلم وسأله عن البوسنة والهرسك، وعن أحوال مسلميها وجده لا يعرف شيئا عنهما، ولا يدري إن كان فيهما مسلمون أم لا.
ورأيت في باريس تلميذا مصريا يحسن التكلم والكتابة بالفرنساوية ويتكلم العربية ولا يكتبها، وله والدة تركية تحرر له المكاتيب باللغة العثمانية، ولم يكن هو يعرف اللغة العثمانية لا تكلما ولا كتابة سوى بعض عبارات متعارفة ربما كانت والدته تعرف قدر ذلك من العربية، فيتيسر لهما التفاهم والتكالم باللغة العربية التركية، وأما المخابرة التحريرية فلم يتمكنا منها إلا بواسطة الترجمان والكاتب مع أن كليهما ليسا بأميين، بل هما على جانب من العلم والأدب، فالانهماك باللغة الأجنبية أدى إلى أن الولد أصبح لا يعرف لغة أمه كما تجب معرفتها أدبيا وطبيعيا؛ لأن لغة الأم هي اللغة الطبيعية التي يسميها الفرنساويون «لانغ ماترنيل»، ويسميها الأتراك «لسان مادر زاده» ومادر هي الأم بالفارسية.
وهكذا كانت الحال في ألمانيا بسبب تهافتهم على أدب اللغة الفرنساوية، ففي الثلث الأخير من القرن الثامن عشر؛ أي ما بين سنة 1770-1780م جاء أدباء الألمان بطرز جديد من الأدب كان له رواج على مراسح اللعب، وأقبل الناس عليه إقبالا عظيما، مع أن الطرز الجديد الذي جاءوا به كان عاريا عن تلك الصور والأساليب البديعة التي في مؤلفات أهل الطريقة المدرسية، وخاليا عن ذاك التصنع أو التعمل الذي كانوا يتكلفون له، ومجردا عن تلك المحاسن التي كانوا يؤلفونها تأليفا، وإنما كان كلام الأدباء الألمانيين في هذا الطرز الجديد صادرا عن تأثر وتهيج وانفعال في النفس، وعن إحساس في القلب، فنفخ هذا الانفعال والإحساس الروح في كلامهم، وصيره كلاما حيا تألفه أرواح المستمعين وتحن إليه، ولم يقصد أدباء الألمان فيما ألفوه الامتياز بالفضل والعلم بين الخواص، وإنما كانت غايتهم إفهام كلامهم لعوام الناس ولجميع الأصناف من أولاد البلد الذين يقال لهم: «بورجوا»، فمن أجل هذا عدلوا عن الأخذ بعالي الطبقة من الإنشاء المصنع، واستعملوا اللهجة المألوفة بين قومهم وأبناء بلدهم، وجعلوا اهتمامهم في نفخ روح الحياة في كلامهم وأدخلوا فيه كل ما يحدث انفعالا في النفس، وتهيجا في العواطف بغير تهافت على البديع من الألفاظ ولا على رعاية القواعد، وصوروا في كلامهم الغرائب والعجائب التي تتشوق الأسماع لاستطلاع حقائقها، ولا تطمئن القلوب إلا بعد الوصول لنهايتها. فإن الأذن تعشق بطبعها الأخبار؛ ولذا نرى عوامنا في كل قطر وبلد يدورون وراء القصاص (الحكواتي) من قهوة إلى أخرى، ويتلذذون بسماع ما يتلوه عليهم من أخبار عنترة بن شداد، والزير أبي ليلى المهلهل، والزناتي خليفة، وعلي الزيبق عايق زمانه، وقصة الملك سيف، والملك زاد بخت بن شهرمان وجميع ما ورد في ألف ليلة وليلة من الحكايات. وإذا بات بطل الرواية في ضيق وكرب لا يهدأ بالهم ولا تنام أعينهم، إلا بعد تمام الخبر وفهم ما جرى له.
وكان أدباء الألمان إذا ألفوا رواية فاجعة أخذوا موضوعها مما يرونه في قومهم ويشاهدونه في بلادهم، وإذا بحثوا عن الوقائع التاريخية اختاروا مباحثهم من تواريخ القرون الوسطى لا سيما من القصص والحكايات الدارجة على ألسنة الأمم الألمانية، والجرمانية ترجيحا لها على تواريخ القرون الأولى وعلى قصص اليونان والرومان، كما فعل كوته 1749-1833م شيخ أدباء الألمان، فإنه اختار فوست بطلا لروايته الشهيرة بهذا الاسم، وتداول اسم فوست على ألسنة العامة في ألمانيا وفي إنكلترة قبل تأليف هذه الرواية الألمانية، واشتهرت سيرته بين الناس بأنه من السحرة الذين باعوا الدنيا بالآخرة، واشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم ولا كانوا مؤمنين، واختاروا بطلا لرواية أخرى «أكمون»، وهو أمير في البحر هولاندي الأصل اشتهر في تاريخ الألمان بخدمته لشارلكين وانتصاره على الفرنساويين وعلى ملكهم فرانسوا الأول المستنجد بالسلطان سليمان القانوني. ومن بديع ما ألفه أيضا الشاعر كوته قصة وارتر، ثم ديوان الشرقيات «ديفان أورينتال»، وهو مجموع أشعار نظمها على أسلوب غريب قلد فيها ديوان الحافظ الشيرازي أحد مشاهير شعراء العجم المتوفى سنة 794ه، أو 791 هجرية، وكان الحافظ ممن اجتمع بتيمورلنك حينما ضبط شيراز، وجرى بينهما لطائف مشهورة.
وقد ترجم ديوان الحافظ للغات الأوروبية كما ترجمت مؤلفات الأكابر من شعراء الفرس مثل الفردوسي صاحب الشهنامة المتقدم ذكرها، ومثل الشيخ مصلح الدين سعدي صاحب الكلستان والبستان، وترجمه إلى الفرنساوية الموسيو باربيه دومينار مدير مدرسة الألسنة الشرقية بباريس. والكلستان مترجم إلى العربية والتركية، ويدرس في عموم المكاتب العثمانية، وكان الصليبيون قد أسروا مؤلفه وحبسوه في طرابلس الشام، وشغلوه في بناء الأبراج المحيطة بها من جهة البحر، فرق له أحد الأغنياء من أعيان حلب وافتداه بمال وخلصه من الأسر، وكانت وفاته سنة 691ه. فإفرنج زماننا يحترمون سعدي قدر ما احتقره أسلافهم، وذكره فيكتور هوكو في مؤلفاته ونقل عنه.
ومن مشاهير أدباء الألمان شيلر (1759-1805م) وكان معاصرا لكوته ورفيقا له، فاتخذ وليم تل بطلا لروايته المشهورة بهذا الاسم، وكان وليم تل المذكور رئيسا للعصبة التي خرجت في بلاد السويس على حكامها من النمساويين، وحررت البلاد من قيد أسارتهم سنة 1307م. والمذكور من خبره في التاريخ أن الدوق؛ أي والي بلاد السويس المعين من قبل إمبراطور الألمان نصب ذات يوم عمودا في ساحة المدينة، ورسم في رأسه تاج الدوقية، وأمر الناس بالخضوع أمامه، فرفض وليم تل الانقياد لهذا الأمر الذي فيه التحقير والإذلال لنوع الإنسان مع ما اختصه الله به من الكرامة، وورد في القرآن الشريف:
ولقد كرمنا بني آدم ،
অজানা পৃষ্ঠা