তারিখ ইল্ম আদাব
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
জনগুলি
وقالت الثالثة: السلام عليك يا ماقبت يا من سيكون ملكا على أيقوسيا.
فقال رفيقه بانقو: أعوذ بالله منكن، أي النسوة أنتن؟ أمن الإنس أم من الجان؟ تفاءلتن بكل خير لرفيقي ولم تنبئنني بشيء.
فقالت كبراهن: أما أنت فنخبرك بأحسن مما أخبرنا به رفيقك؛ لأن عاقبته مشئومة ويموت بلا ولد يخلفه في الملك، وأما نسلك فسيملك على أيقوسيا ويمتد الملك فيهم، قلن ذلك واختفين كلمح البصر، وكان الأمر كما تنبأن به.
ففي يوم من الأيام نزل الملك دونقان مع بعض خواصه عند ماقبت، فبالغ لهم في الضيافة والإكرام، وفرش للملك في مخدع، ولقرنائه في الغرفة المجاورة، وكانت زوجة ماقبت حريصة على تحقيق ما أخبرت به الساحرات، فحرضت زوجها على قتل ضيفه وسيده، فدخل في ظلام الليل الحالك وأخذ خنجرا لأحد القرناء وهم غارقون في النوم وغطسه في صدر الملك، فلما قتله أخذته الرهبة واستولى عليه الخوف والدهشة من هذا الجرم وغاب عن رشده. فتداركت زوجته الأمر ودخلت المخدع وغرفت بيدها من دم المقتول، ولطخت وجوه قرنائه وأيديهم لاتهامهم بإيقاع الجرم.
فتمت الحيلة وجلس ماقبت وزوجته على سرير الملك، ولكن لم يهدأ روع ليدي ماقبت ولا استراح ضميرها، فصور الشاعر ندامتها في الفصل الأخير من روايته بأبدع أسلوب وأبلغ تعبير، وأخرجها على المرسح حاملة مشعلا وهي لا ترى في عينيها إلا الظلام، وتفرك بيديها كأنها لم تنق من لطخ الدماء، ولا ذهبت الرائحة منها مع ما تطيبت به من طيب جزيرة العرب وعطرها المشهور، وتحسب زوجها معها فتقول له: اغسل يديك والبس ثوب النوم وقلل من اصفرار لونك ... إلخ.
ومن روايات شكسبير أيضا «أوتيلو» بين فيها غيرة الزواج وشدته على زوجته، وترجمها نظما للفرنساوية ألفرد دوفينيه، وله غير ذلك من الروايات.
وجل شكسبير في تصوير أخلاق الرجال وتوصيفهم، وبيان المزايا الخاصة بكل فرد من أفرادهم، فسلك في الأدب طريقة مستحدثة حاد فيها عن لهجة القدماء المؤسسة على أساليب اليونان والرومان، ونبذ وراء ظهره قواعد الطريقة المدرسية، ولم يلتفت في الرواية إلى وحدة الزمان والمكان، ولا تصنع في الإنشاء، ولا تقصد فيه إيراد البديع من الكلام، ولا تهافت على التشابيه والاستعارات، بل أخذ ما يلهمه إياه الوجدان ويمليه عليه الضمير ويصور الإحساسات الباطنية والآداب الاجتماعية بلهجة مألوفة للعموم آخذة بمجامع القلوب يتقلب فيها من طور الحلم، والجود، والكرم، إلى طور الغضب ، والبطش، والاستبداد، وبين عوامل الحب، والبغض، واليأس، والقنوط، والحسد، والطمع، وحب الانتقام، والتكبر، والتجبر، والتفاخر، والتكاثر، إلى غير ذلك مما هو مغروس في طينة الإنسان من الأخلاق والطبائع، ويظهر تأثيرها على النفس بعبارات سلسة جلية ليس فيها تصنع ولا تعمل.
ثم نبغ في الإنكليز الشاعر ميلتون 1608-1674م، وكان كاتبا لقرومويل الشهير فلما مات وانقرضت دولته غدر الزمان بالشاعر وعمي بصره، وذهب ماله فأملى على زوجته وبنتيه كتاب «الجنة الضايعة»، وهو في الحماسة المسيحية نظمه سنة 1658 بشعر لا قافية له، ورتبه على اثني عشر غناء فجاء من أحسن أبنية الشعر الإنكليزي، ومن أبدع ما ألفه شعراء الأمم الأوروبية بعد كتاب «المضحكة الإلهية» المشابه لرسالة الغفران.
فتحسنت اللغة الإنكليزية واتسعت دائرة الأدب والتخيلات الشعرية فيها، ومال أدباؤها لقراءة الأشعار القومية الدارجة التي نظمها في القرون الوسطى التروبادور، والزوفير وهم من شعراء الربابة المعاصرين لعرب الأندلس، وأوجدوا للشعر شكلا جديدا وأسلوبا مبتكرا، ونبغ فيهم مثل شلي (1792-1822م) وزوجته، واللورد بايرون، وكان ذا نفس عال وتخيل واسع، فنظم القصائد المعروفة بالشرقيات، وتشيع فيها لليونان تشيع العجم للسادات، وتفانى في حبهم ولم يزل غرام العشق يلعب برأسه أثناء حرب المورة إلى أن حطه العشق والهيام من أعلى قصور لوندره إلى أسفل أكواخ ميسولونكي، وهي قرية على ساحل خليج قورنت الفاصل بين شبه جزيرة المورة وبقية بلاد اليونان، وبسبب وخامة تلك القرية وعدم نظافتها كان هواؤها فاسدا، فأصابت الحمى الشاعر الإنكليزي، وعجلت بروحه إلى الآخرة ونقلت جثته إلى إنكلترا، وأقيم له في ميسولونكي تمثال يشاهده السائح في تلك البقاع.
فاللورد بايرون هو مؤسس الطريقة الرومانية باللغة الإنكليزية، وله في الشعر الدراماتيقي رواية ما تفرد نظمها في إيطاليا على نسق رواية فوست، وذكر فيها السحر والأرواح وخوارق الطبيعة، وله أيضا رواية «دون جيان» نظمها على أسلوب مبتكر، وكلتا الروايتين تمثلان الآن على المراسح الباريزية.
অজানা পৃষ্ঠা