তারিখ ইল্ম আদাব
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
জনগুলি
56
المقيد بالسلاسل، وبين فيها ظلم الجبارين ومحاربتهم للآلهة، ثم سقوطهم في مهاوي الخزلان، أما تيتان
57
فورد ذكرهم في أساطير اليونان بأنهم من أولاد السماء والأرض، وقيل بأنهم عصوا على الآلهة وأرادوا أن يبنوا لهم صرحا؛ ليبلغوا به أسباب السموات؛ أي نواحيها، فعمدوا إلى الجبال ووضعوا جبلا فوق حتى كادوا يبلغون السماء الدنيا لولا أن كبير الآلهة جوبتير صعقهم بصاعقة دكت الجبال دكا. «ونظم فيكتور هوكو أيضا ضمير قاين»، ويعرف عندنا بقابيل الذي قتل أخاه هابيل، ثم ندم على ما فعل،
58
فصور الشاعر ندامته وعين الله ناظرة إليه بالغضب، وعظم هذه القصة وجسمها تجسيما لائقا برجال ذاك العصر الذين منهم عوج بن عناق، ولشعراء الترك والفرس مبالغات عجيبة في تصوير مثل هذا الموضوع، كالشاعر نفعي الذي وصف شدة الحر، وقال: بأن زفرة من زفرات النمل كافية لتنشيف البحور السبع وجعلها سرابا، ووصف شاعر آخر رستم عنترة الفرس، وقال: بأن النبل الذي رمى به من قوسه اخترق السموات السبع ودخل في اللامكان. واستخرج فيكتور هوكو من التوراة والإسرائيليات غير هذا الموضوع، وصوره كذلك في هذا الديوان.
ونظم في تاريخ القرون الوسطى عدة منظومات مثل لاديسلاس، وسيجسموند وغيرهما من الظلمة وقطاع الطرق الذين توصلوا بالقتل والنهب والحيل والدسائس إلى لبس تاج الملك، والجلوس على كرسي الإمبراطورية، وقارنهما بالسيد ورولان، وغيرهما من الفوارس الشجعان الذين جاهدوا بأنفسهم في سبيل النصرانية، وتفانوا في الغيرة والحمية الدينية. ورولان هو ابن أخ شارلمان وقائد جيوشه ، وشارلمان هو الإمبراطور المعاصر لهارون الرشيد، وتقدم ذكرهم وذكر السيد أيضا وهو عنترة الإسبانيين كما أن رولان عنترة الفرنساويين وكلاهما اشتهرا في الحروب مع مسلمي الأندلس. وصور فيكتور هوكو القرون الوسطى بما فيها من المظالم والجرائم الفظيعة، وإراقة الدماء، والاستبداد، والنخوة الجاهلية، والتعصب الديني وأطنب غاية الإطناب في توصيف ذلك وتعظيمه وتجسيمه.
ونظم في القرون الأخرى مقبرة أيلو، وهو مكان في ألمانيا انتصر فيه نابوليون على عساكر الروس وبروسيا، ونظم فصلا سماه جماعة الظلام وافتتحه بقصيدة عنوانها الحرية قال فيها: بأي حق تضع الطيور في الأقفاص؟ بأي حق تغتصب هؤلاء المغردين وتحرم منهم الغابات والأنهار والفجر والرياح؟ بأي حق تسلب هؤلاء الأحياء حياتهم؟ أتظن أيها الإنسان بأن الله خلق الجناح لتعلقه على مسمار في بيتك؟ ألا يمكنك أن تعيش سعيدا مسرورا بدون ذلك؟ ما الذي فعله هؤلاء المعصومون؛ ليوضعوا في الحبس؟ من يعلم كيف يمتزج حظهم مع حظنا؟ من يعلم إذا كان العصفور الذي ينهب من الأغصان، ومن يعلم إذا كان الأذى الذي تؤذى به الحيوانات، وإذا كان الاستعباد الذي يجري على البهائم بلا فائدة لا ينقلب على رءوسنا ظلما كظلم نيرون؟ من يعلم إذا كان زنجير الحبس لم يخرج مع إرسان الحيوانات ...؟
خذ حذرك من العدالة الإلهية؛ لأن الله ينظر إلى المكان الذي يبكي الأسير فيه ويصرخ، ألا تفهم أيها الإنسان بأنك ظالم؟ أطلق سراح هؤلاء المحبوسين ودع البلابل تطير في الحدائق، فميزان العدالة وإن اختفى عن الأعين، فله كفتان تزن الأعمال ... إلخ ... إلخ.
ونظم قصيدة أخرى عنوانها «الحرامي والملك»، وبين المشابهة بينهما وما يرجح به كل واحد على صاحبه، ونظم قصيدة أخرى عنوانها «للملوك» خاطبهم فيها بكلام ترتعد منه الفرائص، وتقشعر الجلود، فقال لهم: أتظنون أنتم بأننا نحن نحبكم! نحن الذين نشتغل في هذه الأرض ونستخرج ثروتها ونكد، ونجد في حر الشمس وبرد الشتاء ولا ننال من أتعابنا غير الجوع والعطش. وأنتم على سرر مرفوعة من العز والنعيم، وعلى جانب من التبذير والإسراف والفحش، نحن الخدم وأنتم الملوك . نحن الغنم وأنتم الذئاب، نحن الفريسة وأنتم المفترسون، تبنون القصور والسرايات من أموالنا وأتعابنا وترتعون فيها وتلعبون، ونحن نقاسي نزاع الموت على لقمة، لا شغل لكم إلا الأكل والنوم والسكر والفحش والقتل والظلم، فأنتم لا فرق بينكم وبين الأسود الكاسرة والوحوش الضارية ... إلخ ... إلخ.
অজানা পৃষ্ঠা