তারিখ ইল্ম আদাব

রুহি খালিদি d. 1331 AH
120

তারিখ ইল্ম আদাব

تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو

জনগুলি

فأظهر فيكتور هوكو حيرته في منظومة عنوانها «ما يسمع على الجبل»، قال فيها: بأنه صعد على جبل مشرف على المحيط الغربي، ووقف صامتا ساكنا يرى السماء فوقه والماء تحته، ويسمع تلاطم الأمواج، وتضارب الرياح وامتزاج أصوات البر بأصوات البحر، وصعودهما إلى الملأ الأعلى، فالصوت الذي يصعد من البحر فيه جلالة وسرور وهو من تلاطم الأمواج والهدير، والصوت الذي يأتي من البر فيه كآبة وحزن، وهو من تضارب الرياح وتأفف الإنسان من مصائب الحياة، فالبحر يرتل آيات الفرح والسلام كترتيل المزامير في صهيون، ويحمد الخالق على ما أبدعه من جمال المخلوقات، فيصعد كلامه الطيب إلى الله، وكلما فرغت موجة من تسبيحها قامت وراءها موجة أخرى تسبح الله، وأما البر فينادي بأصوات الويل والحرب، ويصرخ ويشتم ويلطم؛ فهذا الصراخ والعويل إنما هو بكاء الأرض وصراخ الإنسان، وهذان الصوتان أحدهما يقول: «الطبيعة»، والثاني يقول: «الإنسانية»، قال الشاعر: وتأملت طويلا في هذا المنظر الباهر وفكرت في لج البحر الذي تعلوه الأمواج فانفتح في قلبي لجة عميقة لا قعر لها، وقلت في نفسي: لم نحن هنا؟ ما هو الغرض من كل هذا؟ ما تصنع النفس؟ أيهما أحسن البقاء أم الفناء؟ والله الذي يقرأ وحده في لوحه المحفوظ لأي سبب يمزج على الدوام غناء الطبيعة ببكاء الجنس البشري: قال المعري:

أرى الخلق في أمرين ماض ومقبل

وظرفين ظرفي مدة ومكان

إذا ما سئلنا عن مراد الهنا

كنى عن بيان في الإجابة كان

ونظم فيكتور هوكو في هذا المعنى قصيدة أخرى عنوانها «الشموس الغاربات» صور فيها غروب الشمس، وظهور الشفق، وتكاثف الغيام على الأفق، واستدل بنظره في المخلوقات على وجود الخالق،

إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار

فأولو الألباب من الشعراء لا سيما الذين نهجوا منهم نهج الطريقة الرومانية لا يفترون عن التفكير في هذا الأمر، ومما في منظومة الشموس الغاربات من لطائف الأبيات قوله: «هذه السحب المتلونة بألوان الرصاص والذهب والنحاس والحديد تسكن فيها الزوبعة والإعصار والصاعقة والجحيم وتدمدم دمدمة خفية، فهو الله الذي يعلقها جميعا في السموات العميقة كما يعلق الفارس على أوتاد البيت أسلحته المتصلصلة.»

42

ومما ورد لفيكتور هوكو في هذا الديوان من القصائد البديعة، التي سماها «الدعاء للجميع» قال: يا بنتي قومي للصلاة؛ انظري قد عسعس الليل، ونزل الضباب على الأفق، وطلع النجم من وراء السحاب كأنه دينار، أنصتي لم يبق إلا مركبة تكر في الظلام على بعد، والكل دخل ليستريح، والشجرة التي على الطريق نفضت غبار النهار بريح المساء «وهي الدبور».

অজানা পৃষ্ঠা