«اسكجكت» «3»: لها خندق عظيم وكان بها قوم أغنياء، ولم تكن الزراعة مصدر ثرائهم، لأن ضياع تلك القرية من خربة ومعمورة تبلغ ألف «جفت» «4» وكان كل أهلها تجارا ويكثر بها «الكرباس» «1».
وكانت تقام بها السوق كل يوم خميس، وتلك القرية من جملة الأملاك السلطانية الخاصة «2» وكان أبو أحمد الموفق بالله قد أقطع تلك القرية محمد ابن طاهر أمير خراسان ثم باعها إلى سهل بن أحمد الداغونى البخارى وأخذ الثمن، وبنى (الداغونى) فيها حماما وقصرا عظيما فى زاوية على ضفاف النهر وظلت بقية ذلك القصر إلى زماننا، ويسمى بقصر الداغونى، وقد هدمت مياه النهر ذلك القصر.
وكان لسهل بن أحمد الداغونى هذا أتاوة عل أهل «أسكجكت» مقدارها عشرة آلاف درهم سنويا مقسمة على بيوتها، وقد منعت الأتاوة من هذه القرية لمدة سنتين أو ثلاث، فرجعوا إلى السلطان وطلبوا منه العون ، وأخرج ورثة سهل ابن أحمد قبالة «3» فى أيام (الأمير) إسماعيل السامانى، فرأى القبالة صحيحة، ولكن الخصومة كانت قد طال بها العهد، فتوسط سادة المدينة وصالحوا أهل القرية وورثة الداغونى على مائة وسبعين ألف درهم. وقد اشترى أهل هذه القرية قريتهم هذه، فرفعت عنهم تلك الإتاوة، ودفعوا ذلك المال. ولم يكن بهذه القرية مسجد جامع قط حتى كان فى أيام الملك شمس الملك نصر بن إبرهيم بن طمغاج خان، سيد من أهل هذه القرية يقال له «خوان سالار» «4» وكان رجلا محتشما كثير العشيرة ومن جملة عمال السلطان، فبنى مسجدا جامعا فى غاية الرواء من خالص ماله، وأنفق عليه مالا طائلا وأقام به صلاة الجمعة.
পৃষ্ঠা ২৯