وكان «طغشادة» قد أسلم على يد قتيبة وظل يحكم بخارى طيلة حياة قتيبة، كما بقى ملك بخارى فى يده بعد قتيبة فى عهد نصر بن سيار. فملك بخارى اثنين وثلاثين عاما، وأنجب طغشادة وهو فى الإسلام ولدا أسماه قتيبة محبة فى قتيبة بن مسلم، فأجلس قتيبة هذا على عرش والده وبقى على الإسلام مدة إلى أن ارتد فى زمان أبى مسلم رحمه الله، فعلم أبو مسلم بذلك وقتله وأهلك أخاه كذلك مع أهله، وبعد ذلك صار «بنيات بن طغشادة» ملكا على بخارى وكان قد ولد فى الإسلام وظل عليه مدة. فلما ظهر «المقنع» وظهرت فتنة المبيضة أى ذوى الأردية البيضاء (سپيدجا مكان) فى رستاق بخارى مال إليهم «بنيات» وأعامهم حتى طالت أيديهم وتغلبوا، فأخبر صاحب البريد الخليفة، وكان الخليفة إذ ذاك «المهدى». ولما فرغ المهدى من أمر المقنع والمبيضة أرسل الفرسان، وكان بنيات جالسا فى قصر «فرخشى» يحتسى الشراب فى المجلس وينظر من الشرفة، فرأى الفرسان قادمين من بعيد، فأدرك بالفراسة على الفور أنهم من قبل الخليفة، وبينا كان يتدبر الأمر إذ بهم وصلوا وسلوا السيوف دون أن يتكلموا وضربوا رأسه وذلك فى عام مائة وستة وستين من الهجرة 782 م وفر قومه كلهم وعاد هؤلاء الفرسان أجمعين.
وعند ما قتل أبو مسلم «1» قتيبة بن طغشادة بسبب ارتداده عن الإسلام وقتل كذلك أخاه وأهل بيته، أعطى ضياعه ومستغلاته لبنيات بن طغشادة الذى ظلت معه حتى عصر الأمير إسماعيل السامانى.
فلما ارتد بنيات وقتل، ظلت تلك الضياع فى يد أولاد بخار خداة. وكان آخر من خرجت من يده هذه الأملاك «2» هو أبو إسحق إبرهيم بن خالد بن بنيات.
وكان إبرهيم يقيم فى بخارى والأملاك فى يده ويرسل كل عام بالخراج والغلات من ناحية ما وراء النهر «3» إلى أخيه نصر ليبعث بها إلى أمير المؤمنين المقتدر «4».
পৃষ্ঠা ২৫