347

============================================================

ذكر أصحاب الكهف إنك قد وجدت كنزا فقال القاضي دلنا عليه ولا بأس عليك قال : والله ما أصبت شيئا؟

قال: فمن أين لك هذا الدرهم؟ فقال: إني أخذته من منزل أبي بالأمس، قالوا: ومن أبوك؟ قال: فلان قالوا: نحن لا نعرف في هذه البلدة من تذكره قال: فجعل يسأل عن أهل البلدة فيقولون لا نعرف أحذا ممن تقول قال: وما فعل فلان بن فلان قالوا: ولا نعرف هذا؟ فقالوا: إنك تتجانن علينا لتفوز بكنزك قال: فجروه إلى الملك فظن الفتى أتهم يذهبون به إلى دقيانوس فقال: ويلي الآن يقتلني دقيانوس قالوا: وما دقيانوس؟

قال: أليس الملك هو دقيانوس؟ قالوا: يا مجنون إن دقيانوس قد مات منذ دهر ولا يعرف زمانه أحد فزاد الفتى تحيرا، فلما دخل على الملك نظر إلى إنسان صالح يذكر الله تعالى ويذكر المسيح فتعجب الفتى فلما سأله الملك عن حاله وقال له: من أنت؟

قال: أنا فلان بن فلان قال: وأين منزلك؟ قال في سكة كذا في محلة كذا في جوار فلان، قال الملك: إنك إما مجنون وإما محتال تريد أن تتخلص منا فقال: إني أخبركم بخبري، فقص عليهم قصته وقصة أصحابه فلم يعرفوا شيئا مما قال فدعا الملك بالعلماء فسألهم عما يقول فعرفوا أمره وأمر الفتية فقالوا: نعم كان هؤلاء فتية هربوا في أول الدهر من دقيانوس الطاغي، ثم قال الملك للفتى أين أصحابك؟ قال: في هذا الجبل قال: فامض بنا إليهم، فقام الملك ومن معه من الأحبار والرهبان والمؤمنين واشترى الفتى طعاما وقال للملك دعوني أهديكم لكن أتقدمكم إلى أصحابي فسبقهم وأخبرهم بالملك والناس فدعوا الله تعالى آن يعيذهم منه فجاء الملك ومن معه إلى الردم فوجدوا اللوح الذي فيه أسماؤهم وقضتهم فدخلوا عليهم وهم في السجود فنادوهم فرفعوا رؤوسهم، وتقدم الملك فقبل رؤوسهم وأيديهم وأرجلهم وسألهم عن حالهم ثم أمر الملك أن يأتوهم بطعام وشراب حتى اكلوا وشربوا ثم إنهم قالوا للملك: حفظك الله تعالى في نفسك ورعيتك وحاجتنا إليك أن لا تزعجتا من مكاننا، ثم إنهم وضعوا رؤوسهم وقبضهم الله تعالى إليه فأمر الملك لهم بأكفان من ديباج وتوابيت من ذهب ووضعهم في الغار فرأى الملك فيما يرى النائم أتهم قالوا أيها الملك أخرجنا من توابيتك وأكفانك فنحن في أكفان الجنة، فأمر الملك وأخرجوا ووضعوا في ثيابهم في الغار وتركوا فأمر الملك حتى بني على باب الغار مسجذا واتخذ ذلك اليوم الذي وجدوا فيه عيذا يأتونه كل سنة.

قال الشيخ: هذه إحدى الروايات وفي رواية أخرى أن الفتية لما دخلوا الغار قالوا: ربنا ،اينا من لدنك رحمة وهيي لنا من أمرنا رشدا) [الكهف: الآية 10] ثم إنهم طعموا من شيء كان معهم ووضعوا رؤوسهم فضرب الله تعالى على آذانهم ثلاثمائة وتسع سنين ثم إنه بعثهم فكان دخولهم الغار قبل آتام عيسى وبعث الله تعالى آياتهم

পৃষ্ঠা ৩৪৭