তারিখ আম্বিয়া

খাতিব বাগদাদি d. 463 AH
162

============================================================

ذكر موسى عليه السلام فأمر فرعون بقتل موسى فسمعت بذلك آسية فأقبلت مسرعة إلى فرعون وقالت له: ما بدا لك أيها الملك في هذا المولود الذي وهبته لي؟ فقال: ألا ترين إلى ما صنع؟

قالت: أيها الملك إنه صبي صغير لا يعقل فجربه إن شئت لتعلم أنه لا يعقل قال: وبم أجربه؟ قال: بطشت تجعل فيه جمرا وذهبا ولؤلؤا فتعلم أله يعقل أم لا؟ وإن هو تناول الجمرة فاعلم أنه لا يعقل ففعل ذلك ووضع بين يدي موسى، فلما هم موسى آن يتناول الذهب جاء جبرائيل عليه السلام وضرب يده فتناول الجمرة فقبض عليها فأحرقت يده فجعلها في فيه، ثم قذفها لما أحرقت لسانه فبقيت عقدة من ذلك الحرق على لسانه وهي التي ذكرها الله تعالى حيث قال: واخلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى [طه: الآيتان 27، 28] فقالت له آسية: ألم أقل لك إنه لا يعقل، فبذلك السبب صرفه الله تعالى عن قتل موسى لطفا منه عز وجل وموسى يومثذ ابن آربع سنين، إن الله تعالى أنبته نباتا حسنا وحفظه وإن بني إسرائيل كانوا في مصر في محلة وقوم فرعون في محلة، فلما صار موسى ابن ثلاث وعشرين منة أخذ يجلس إلى أحداث بني اسرائيل ويأتيهم في محلتهم ويسألهم منذ متى أنتم في هذا الظلم والمحنة؟ قالوا: منذ دهر طويل، فيحزن لذلك ثم سألهم وقال: هل تجدون في كتبكم لكم فرجا من فرعون، قالوا: نجد في كتبنا أن فرجنا على يد غلام من بني إسرائيل ونجد نعته كأنك هو، وكان موسى ظويلا آدم حسن الوجه أشعر له قوة ثلاثين رجلا ويقال آربعين ثم قالوا: ونجد أن الله تعالى يفرج عنا على يد من ذكرناه الذي يشبهك فتكون الأرض لنا قال: أول ما قال موسى عليه السلام أرجو أن يكون فرجكم قريبا قالوا يا موسى: اشقع لنا إلى فرعون بمنزلتك عنده ليخفف عنا شهرين أو شهرا فقد قرحت أبدانتا وظهورنا ومناكبنا من العمل ونقل الحجارة فقال لهم موسى: هل تعلمون أن الذي نزل بكم من البلاء إنما هو عقوبة ذنوبكم؟ قالوا: بل نعرف ذلك، قال موسى: فما الذي يكون لكم من شكر الله إن هلك عدوكم ورد عليكم ملككم؟ قالوا: وهل يكون ذلك قط؟ قال: عسى أن يكون قريبا. قال وهب وكذلك الأنبياء يجري على ألسنتهم الحكمة قبل نزول الوحي عليهم فقالوا: يا موسى إذا نشكر الله تعالى في صلواتنا وصيامنا وسنطعم المساكين ونستر العارين ونطيع ربنا، قال موسى: فأصدقوا في نياتكم فإني سمعت بأن عبذا كسر الأوثان لأجل الله تعالى فأخذه قومه فألقوه في النار فجعل الله النار عليه برذا وسلاما لما علم من يقينه وصدقه، قالوا يا موسى وإن ذلك كان جدنا ابراهيم، وجد أبينا إمرائيل قال: ثم إنه خلا به فتى منهم له علم بالكتب وبما أنزل الله على أنبيائه فقال له: لولا أني أخافك لأخبرتك خبرا صادقا قال: فلا تخفني وأخبرني آمنا، قال: اعلم أنك أنت النبي الذي نرجوه فقال له موسى: فأخبرني الخبر كله فوإكه

পৃষ্ঠা ১৬২