============================================================
باب قي ذكر
يعقوب عليه العلام وولده (1) ويعقوب هو إسرائيل الذي ولد له الأسباط (2) وكان رجلا أذعن (3) قويا نجيبا رزينا أي تام الخلق حسن المنظر، وكان إسحلق أمره أن يتزوج من الكنعانيين فتزوج من بنات خاله لايان بن ناحور بن آزر وكان لايان يسكن الفدان من أرض الشام فتوجه إليه يعقوب فأدركه الليل في بعض الطرق فيبات متسورا حجرا فرأى فيما يرى النائم أن سلما منصويا إلى السماء عند رأسه والملائكة تنزل منه وتتفرج فيه فأوحى الله تعالى إليه: إني أنا الله، لا إلكه إلا أنا، أنا إللهك وإلله آبائك، وقد ورثتك الأرض المقدسة وورثت ذريتك من بعدك وباركت فيك وفيهم وجعلت فيكم الكتاب والحكم والنبوة، ثم أنا معك أحفظك حتى أدركك إلى هذا المكان وأجعله بيتا تعبدني فيه وذريتك بعدك وهو بيت المقدس. ثم إنه صار إلى خاله لايان فخطب ابنته راحيل وهي ابنته الصغرى وكانت لها أخت أكبر منها ليا بنت لايان وذكر أن يعقوب لما ورد على خاله كان ذلك في عام جدب وكان خاله صاحب ماشية كثيرة وكانت له بئز تردها غنمه وقد كان قل ماؤها فشكاه خال يعقوب إليه قلة ماء البئر وعطش ماشيته فقام يعقوب ونزح دلوا من ماء فشرب منه ثم صب ما بقي منه في البثر فنبع الماء حتى جاوز الذي كان يكون عليه، فلما رأى ذلك خاله رغب في صحبته وسأله المقام عنده، فأجابه ثم إنه خطب إليه ابنته الصغرى وذلك أن يعقوب قد رآها فهم بها، فأجابه لايان ويقال: إن لايان كان مشركا إلا أنهم كانوا يتزوجون المشركات ولا يزوجون المشركين فقال له خاله: هل لك مال أزوجك عليه؟ قال: لا، إلا أني أخدمك سبع سنين لصداق بنتك، قال يعقوب: فزوجني راحيل وهي شرطي، قال له: نعم، فرعى له يعقوب سبع سنين فدفع (1) ولده الأسباط الاثنا عشر (الطبري - تأريخ الرسل والملوك 358/1، ابن كثير - البداية والنهاية 1/ 182 وما بعدها): (2) أسباط يعقوب - الطبري - تأريخ الرسل والملوك 358/1.
(3) كذا في الأصل. وفي الحاشية، ضعيف شعر الجسد.
পৃষ্ঠা ১০২