اثنتين وخمسين وثلثمائة، وقد خفت ان يسبق أجلى ادراكك وتمكنك من سماع الحديث، وتمكني من حديثك بما سمعت من الحديث وان افرط في شيئى من ذلك كما فرط جدى، وخال أبى رحمهما الله إذ لم يحدثناى إلى سماع جميع حديثهما مع ما شاهداه من رغبتي في ذلك (1). ولم يبق في وقتى من آل اعين احد يروى الحديث ولا يطلب العلم وشححت على اهل هذا البيت الذى لم يخل من محدث ان يضمحل ذكرهم ويدرس رسمهم ويبطل حديثهم من أولادهم. وقد بينت لك آخر كتابي هذا أسماء الكتب التى بقيت عندي من كتبي وما حفظت اسناده وتيقنت روايته فانكان قد غاب عنى شرحت لك ممن سمعت ذلك وأجزت لك خاصة روايتها عنى على حسب ما اشرحه لك من ذلك عند ذكر اسمها. واجزت لك ما عندي من الكتب القديمة (2) وذكرت لك ما منها بخط
---
(1) جزاه الله عنا وعن المسلمين احسن الجزاء بكثرة رغبته في طلب العلم والحديث وسماعه ودرايته، وروايته وكتابته حتى بلغ الينا من رواياته مع كثرة ما ضاعت منها ما بلغ وجمع في كتب الحديث. (2) كان عمر ابن ابن الماتن رحمه الله حين صدور الاجازة له أربع سنين وذلك حسب ما تقدم انه ولد سنة اثنتين وخمسين وثلثمائة وما يأتي من تاريخه لعمل هذه الرسالة انه سنة ست وخمسين وثلثمائة. والاجازة لمثله مع عدم صحة تحمله الحديث عادة بنحو الكتابة لا تخلو عن غموض الا ان عدم اشتراط علماء الرواية والحديث البلوغ وتعارف احضار الفقهاء وغيرهم صبيانهم لسماع الحديث واعتدادهم
--- [ 43 ]
পৃষ্ঠা ৪২