3
ابتداء أسرة رومانوف
وضع الأساتذة س. ث. بلاتونوف ، وفاسينكو، وتورايف كتابا، بمناسبة مرور ثلاثمائة عام على ملك آل رومانوف، وقد امتاز عن غيره من الكتب بدقة مباحثه وصحة روايته، وقد وجه التفاتي الفصل الأول من هذا الكتاب المعنون بالعنوان الآتي: «تسلسلت أسرة رومانوف من الشريفين كوشكيني وزاخاريني وأقاربهم أسرة كاليتا».
وجاء في هذا الفصل أن أول ملك من الأسرة المالكة الآن من عائلة شريفة عريقة في الحسب والنسب، ويقول الكاتب أن أصل تلك العائلة ضاع في ظلمة العصور، ولم يعلم عنه إلا روايات تناقلتها بعض الألسن، منها أن عائلة رومانوف متسلسلة، من أمير بروسي الذي إذ طرد من أملاكه الموروثة في مقاطعة ساموجيتي وسودافيا، فر في أواخر القرن الثاني عشر إلى روسيا، وقد بحث الكاتب في أصل هذه الرواية، وأوضحها الإيضاح التاريخي الآتي:
الإمبراطورة أنا إيوانوفنا.
في أواخر القرن الخامس عشر، وفي أوائل القرن السادس عشر، أخذ يظهر في بلاط ملك موسكو، عدد كبير من الأمراء المتسلسلين من أصل عريق، وبالنظر إلى طيب عنصرهم، أخذوا يحلون محل أشراف موسكو في البلاط الملوكي.
فأخذ هؤلاء الأشراف يبحثون عن طريقة يتخلصون بها من مضايقة وإهانات هؤلاء الأمراء الذين اتصفوا بالكبر، وحاولوا تطهير البلاط الملوكي من الأشراف الذين خدموا ملك موسكو من عهد بعيد، وكان من بين هؤلاء الأشراف أفراد عائلة رومانوف الذين خدموا في البلاط من عهد بعيد، متسنمين ذروة المناصب العالية، وكل هذا جعلهم من زمن بعيد، يفتكرون من زمن بعيد في إرجاع أصل عائلتهم إلى سلف عظيم، وبما أنه في ذلك العهد هاجر إلى موسكو كثيرون من الأجانب من بلاد اليونان والبلاد الأخرى، فأخذوا يسعون إلى إيجاد تلك النسبة التي يبحثون عنها من أصل أجنبي، وهكذا تم، فإن عائلة رومانوف انتسبت إلى أصل شريف خرج من بروسيا.
الإمبراطور بطرس الثاني.
ولكن ما هو السبب الذي جعلهم ينتسبون إلى أصل بروسي، ذلك أن كثيرين من أشراف روسيا انتسبوا مثل هذه النسبة، وعدوا نفوسهم من أصل الأمراء الذين هاجروا إلى روسيا من بروسيا، حتى إن ملوك روسيا كانوا ينتسبون إلى البروسي القديم، شقيق أغسطس قيصر الذي يقولون إن أول أمير روسي ريوريك كان من عائلته.
ثم قال الكاتب: إننا إذا جمعنا جميع الروايات عن أصل الأسرة المالكة الآن، نستطيع استخلاص منها ما يأتي:
অজানা পৃষ্ঠা