আরবি ভাষার সাহিত্যের ইতিহাস

মুহাম্মদ দিয়াব d. 1339 AH
46

আরবি ভাষার সাহিত্যের ইতিহাস

تاريخ آداب اللغة العربية

জনগুলি

كرائم من رب بهن ضنين

قال: فأرسلها الذي اشتراها وأرسل معها أربعين دينارا أخرى. ومات ابن دريد ببغداد سنة 321.

وألف أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري المولود سنة 282 كتاب «تهذيب اللغة»؛ وهو كتاب كبير معتبر في اللغة، مرتب على الحروف باعتبار مخارجها كترتيب كتاب «العين»، وسيأتي مزيد وصف لهذا الكتاب في الكلام على كتاب «المحكم» لابن سيده. وتوفي الأزهري بمدينة هراة سنة 370. (4) كتاب «الصحاح» للجوهري و«المجمل» لابن فارس

وفي المائة الرابعة، صنف الشيخ أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري كتاب «تاج اللغة وصحاح العربية» على ترتيب لم يسبق إليه؛ فجعله ثمانية وعشرين بابا مرتبة على حروف المعجم، الباب الأول: باب الألف المهموزة، وفيه الكلمات المنتهية بالهمزة، والباب الثاني: باب الباء، وفيه الكلمات المنتهية بالباء، والباب الثالث: باب التاء، والرابع: الثاء، وهكذا إلى آخر الحروف، إلا أنه جعل الواو والياء في باب واحد ذكره بعد باب الهاء، وذكر باب الألف اللينة أخيرا. وفي كل باب من هذه الأبواب يذكر عدة فصول: فصل الألف وفيه الكلمات المبدوءة بالهمزة، ثم فصل الباء وفيه الكلمات التي أوائلها باء، ثم فصل التاء، ثم فصل الثاء، وهكذا إلى الآخر، إلا أنه قدم فصل الواو من كل باب على فصل الهاء، وكان يجب أن يكون عدد الفصول في كل باب 28، إلا أن هذا العدد لم يكمل إلا في خمسة أبواب: الألف المهموزة، واللام، والميم، والنون، وباب المعتل، والأبواب الباقية منها ما نقص فصلا ومنها ما نقص فصلين وهكذا، والباب الأخير لم يفصل فيه. وإسقاط الفصول ناشئ عن كون كلماتها مهملة أو معربة أو غير لازمة في الاستعمال، والمعتبر في الأبواب والفصول أصل المادة، وحروف أوساط الكلم، مراعى فيها ترتيب حروف المعجم أيضا.

فإن أردت أن تكشف في هذا الكتاب عن الكلم: «بهظ» و«جوانح» و«توقان» و«استئثار»، فابحث عن الأولى في باب الظاء فصل الباء، وعن الثانية في جنح من باب الحاء فصل الجيم، وعن الثالثة في توق من باب القاف فصل التاء، وعن الرابعة في أثر من باب الراء فصل الهمزة.

ومن اصطلاح «الصحاح» وتبعه غيره فيه أنه إذا ذكر لفظا وقال عقبه بالكسر أو الفتح أو الضم فالضبط لأول حرف إن كان اسما، ولعينه إن كان فعلا، وإذا قال بالتسكين كان للثاني، وإذا قال محركا أو بالتحريك يكون اللفظ بفتحتين، ومحل كون الضبط للأول في غير المفعلة فالضبط فيها للعين.

وسمى الجوهري كتابه ب «الصحاح» بالكسر جمع صحيح، أو الفتح مفردا كصحيح؛ لأنه التزم فيه ذكر الصحيح من اللغة بخلاف غيره من الكتب قبله؛ فإنها لم تلتزمه بل جمعت ما صح وغيره، ونبهت على ما لم يثبت غالبا؛ ولذا قالوا: إن «صحاح الجوهري» في اللغة نظير «صحيح البخاري» في الحديث. قال الجوهري في خطبة كتابه: «قد أودعت هذا الكتاب ما صح عندي من هذه اللغة التي شرف الله تعالى منزلتها، وجعل علم الدين والدنيا منوطا بمعرفتها، على ترتيب لم أسبق إليه وتهذيب لم أغلب عليه في ثمانية وعشرين بابا، وكل باب منها ثمانية وعشرون فصلا على عدد حروف المعجم وترتيبها، إلا أن يهمل من الأبواب جنس من الفصول بعد تحصيلها بالعراق رواية وإتقانها دراية ومشافهتي بها العرب العاربة في ديارهم بالبادية، ولم آل في ذلك نصحا ولا ادخرت وسعا.» وجمع الجوهري في صحاحه أربعين ألف مادة.

وقد كثر تداول هذا الكتاب واشتهر شهرة عظيمة لحسنه وسهولته وما فيه من الفوائد والقواعد والشواهد، لكن قل تداول الناس له في هذه الأيام؛ لأنه طبع خلوا من ضبط الكلمات اللغوية، ومالوا إلى «القاموس» لطبعه مضبوطا ولزيادة مواده. وكثير من الفضلاء يفضلون «الصحاح» على «القاموس» لسهولة عباراته وكثرة شواهده الرصينة، ولعدم تكلفه الإجمال في الكلام، والاختصار البالغ حده. وتوفي الجوهري في حدود الأربعمائة، وقيل سنة 393.

قال السيوطي: «وكان في عصر صاحب «الصحاح» ابن فارس، فالتزم أن يذكر في «مجمله» الصحيح، قال في أوله: قد ذكرنا الواضح من كلام العرب والصحيح منه دون الوحشي المستنكر، ولم نأل في اجتباء المشهور الدال على تفسير حديث أو شعر، والمقصود في كتابنا هذا من أوله إلى آخره التقريب والإبانة عما ائتلف من حروف العربية، فكان كلاما وذكر ما صح من ذلك سماعا أو من كتاب لا يشك في صحة نسبه؛ لأن من علم أن الله تعالى عند مقال كل قائل فهو حرى بالتحرج من تطويل المؤلفات وتكثيرها بمستنكر الأقاويل وشنيع الحكايات، فقد كان يقال: من تتبع غرائب الأحاديث كذب، ونحن نعوذ بالله من ذلك. وقال في آخره: قد توخيت فيه الاختصار، وآثرت فيه الإيجاز، واختصرت على ما صح عندي سماعا أو من كتاب صحيح النسب مشهور، ولولا توخي ما لم أشك فيه من كلام العرب لوجدت مقالا.» ا.ه.

قال أحمد فارس إنه رأى خطبة «المجمل» على غير النسق الذي نسقه الإمام السيوطي، ثم ذكر نصها، وجاء في آخر النص: «وسميته «مجمل اللغة»؛ لأني أجملت فيه الكلام، ولم أكثره بالشواهد والتصاريف إرادة الإيجاز؛ وذلك أني خرجته على حروف المعجم فجعلت كل كلمة أولها ألف في كتاب الألف، وكل كلمة أولها باء في كتاب الباء، حتى أتيت على آخر الحروف كلها.» وتوفي ابن فارس القزويني سنة 398. (5) كتاب «المحكم» و«المخصص» لابن سيده

অজানা পৃষ্ঠা