233

আরবি ভাষার সাহিত্যের ইতিহাস

تاريخ آداب اللغة العربية

জনগুলি

بعد الإسلام لما رسخت أقدام الأمة العربية في الحضارة والعمران في الأندلس والعراق ولواحقهما، أولعوا بالعلوم والفنون والآداب، وركنت نفوسهم إلى ما يريضها ويزكيها من سماع أناشيد الشعراء وألحان المغنين شأن كل أمة توطدت دعائم ملكها وتوفرت دواعي الرفه فيها، فكان شعراؤهم ينظمون جيد الشعر ذي الخيالات التي لا تخطر بفكر العربي البحت، ففاقوا أسلافهم في ذلك حتى نظموا الكلام على أوزان غير المأثورة عنهم في أشعارهم، واستحدثوا فنونا ستة ألحقها الأدباء بالشعر. (1) أولها: الموشح

واخترعه أرباب الألحان من أهل الأندلس تطبيقا على أصوات الموسيقى، وأول من قاله مقدم بن معافر، وقيل إن بعض الألحان الموسيقية كانت تجيء إلى مصر من بلاد الروم على أوزان ساذجة تضرب على آلات الموسيقى خالية من الكلام، فكان المغنون يأخذون اللحن منها ويتأملون في دوره وتوقيعه، مراعين متحركاته وسواكنه، وينظمون الكلام على هواه وعلى قدر ما فيه من الأغصان والسلاسل حتى يكمل توشيحا موزونا مقفى ويؤخذ مثالا لغيره.

ويجيء الموشح على أوزان وصور مختلفة، منها أن تأتي ببيت تلتزم فيه التقفية في صدر الشطر الأول وعروضه وصدر الشطر الثاني وضربه، ويسمى هذا البيت «مذهبا»، ثم تأتي بثلاثة أشطر أخرى تلتزم فيها التقفية أيضا، لكن على حرف آخر، وتسمى هذه الأشطر «دورا»، ثم تعود وتأتي ببيت مقفى كالأول ومتحد معه في حرف التقفية ويسمى قفلة، ثم تأتي بدور آخر وقفلة أخرى، وهكذا إلى سبعة أدوار في الأكثر، مثال هذا موشح ابن سناء الملك:

كللي يا سحب تيجان الربا بالحلي

واجعلي سوارها منعطف الجدول

المذهب

يا سما فيك وفي الأرض نجوم وما

كلما أغربت نجما أشرقت أنجما

دور

وهي ما تهطل إلا بالطلا والدمى

অজানা পৃষ্ঠা