215

فما كان من الإمام (ع) إلا أن رد بقوله: «أما من عندكم من المأسورين فافعلوا بهم مابدا لكم، وأقسم بالله لأبلغن في حربكم ونكالكم كل مبلغ، ولأروغن منكم روغان الثعلب، ولأثبن عليكم وثوب الأسد» (1) ورغم ماكان يعانيه الإمام من شدة أهل البلاد، والتنقل من مكان إلى مكان، فلم يقبل هذا العرض، وبقي يعاني الجوع والخوف والمصائب، ولو كان الهدف مطامع الدنيا، أو السلطة والجاه لقبل فورا، إذ كان في أشد الحاجة إلى المال، فقد كان في برط ومعه أولاده الصغار وأصغرهم الحسين، وكانوا يعانون من شدة الجوع حتى أن الإمام (ع) كان يبكي وولده الحسين قد سقط من شدة الجوع(2).

ولكن الإمام تحدى كل تلك العوامل ووقف صامدا صابرا دون خوف أو رهبة يجاهد بكل مايملك بالنفس والمال والأولاد، ويحث أصحابه على الجهاد والتمسك بالدين ليحققوا لشعبهم النصر والسعادة. وكان يقول لهم: «إذا عزمتم فتوكلوا على الله، واتقوه، وحافظوا على الصلاة، ولاترضوا منكرا، ينصركم الله، وتواضعوا لله، وتيقنوا أنه ليس النصر إلا من عند الله» (3).

পৃষ্ঠা ২১৬