وأوضحت بين العلوم طريقه ومنهاجه، وأوسعت في فضاء المعارف نطاقه وأدرت سياجه، أتحفت بهذه النّسخة منه [١] خزانة مولانا السّلطان الإمام المجاهد، الفاتح الماهد، المتحلي منذ خلع التّمائم [٢]، ولوث [٣] العمائم، بحلي القانت الزّاهد، المتوشّح بزكاء المناقب والمحامد، وكرم الشّمائل والشّواهد، بأجمل من القلائد، في نحور الولائد، المتناول بالعزم القويّ السّاعد، والجدّ المواتي المساعد، والمجد الطّارف والتّالد، ذوائب ملكهم الرّاسي القواعد، الكريم المعالي والمصاعد، جامع أشتات العلوم والفوائد، وناظم شمل المعارف والشّوارد، ومظهر الآيات الرّبّانيّة، في فضل المدارك الإنسانيّة، بفكره الثّاقب النّاقد، ورأيه الصّحيح المعاقد، النيّر المذاهب والعقائد، نور الله الواضح المراشد، ونعمته العذبة الموارد، ولطفه الكامن بالمراصد للشّدائد. ورحمته الكريمة المقالد، الّتي وسعت صلاح الزّمان الفاسد)، واستقامة المائد من الأحوال
_________
[١] قوله أتحفت بهذه النسخة منه إلخ وجد في نسخة بخط بعض فضلاء المغاربة زيادة قبل قوله أتحفت وبعد قوله وأدرت سياجه ونصها التمست له الكف الّذي يلمح بعين الاستبصار فنونه. ويلحظ بمداركه الشريفة معياره الصحيح وقانونه. ويميز رتبته في المعارف عما دونه. فسرحت فكري في فضاء الوجود. واجلت نظري ليل التمام والهجود. بين التهائم والنجود. في العلماء الركع والسجود. والخلفاء أهل الكرم والجود. حتى وقف الاختيار بساحة الكمال. وطافت الأفكار بموقف الآمال. وظفرت أيدي المساعي والاعتمال. بمنتدى المعارف مشرقة فيه غرر الجمال. وحدائق العلوم الوارفة الظلال. عن اليمين والشمال. فأنخت مطيّ الأفكار في عرصاتها، وجلوت محاسن الأنظار على منصاتها. وأتحفت بديوانها مقاصير إيوانها. واطلعته كوكبا وقادا في أفق خزانتها وصوانها. ليكون آية للعقلاء يهتدون بمناره. ويعرفون فضل المدارك الإنسانية في أثارة. وهي خزانة مولانا السلطان الامام المجاهد. الفاتح الماهد. إلى آخر النعوت المذكورة هنا ثم قال الخليفة أمير المؤمنين المتوكل على رب العالمين أبو العباس أحمد ابن مولانا الأمير الطاهر المقدس أبي عبد الله محمد ابن مولانا الخليفة المقدس أمير المؤمنين. أبي يحيى أبي بكر ابن الخلفاء الراشدين. من أئمة الموحدين الذين جددوا الدين. ونهجوا السبل للمهتدين. ومحوا أثر البغاة المفسدين من المجسّمة والمعتدين. سلالة أبي الحفص والفاروق. والنبعة النامية على تلك المغارس الزاكية والعروق. والنور المتلألئ من تلك الأشعة والبروق. فأوردته من مودعها إلى العلي بحيث مقر الهدى. ورياض المعارف خضلة الندي، إلى اخر ما ذكر هنا الا أنه لم يقيد الإمامة بالفارسية لكن النسخة المذكورة مختصرة عن هذه النسخة المنقولة من خزانة الكتب الفارسية ولم يقل فيها ثم كانت الرحلة إلى المشرق إلخ.
[٢] التميمة: خرزة رقطاء تنظم في السير، ثم يعقد في العنق، وهي التمائم والتميم، عن ابن جني وقيل: هي قلادة يجعل فيها سبور وعوذ، وحكي عن ثعلب، تمّت المولود، علّقت عليه التمائم (لسان العرب) .
[٣] لوث: عصب العمامة.
1 / 11