عاد ابن خلدون الى مصر وتوفي فيها سنة ٨٠٨ هـ- ومن أشهر مؤلفاته في التاريخ: «التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا» وكتاب «العبر وديوان المبتدإ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر» وهو كتابنا هذا الّذي نقدم له.
يتألف الكتاب من سبعة أجزاء وجزء ثامن للفهارس الجزء الأول منه: مقدمة ابن خلدون المشهورة والتي تضمنت نظريته في التاريخ على أنه فرع من الفلسفة وأنه لا بد من تحليل الحوادث التاريخية وذلك بدراسة طبائع البشر والعمران وأنظمة الحكم والسلطان واستقصاء عللها وأسبابها لفهم التاريخ واستخلاص منه العبر وتناول في بقية الاجزاء الستة التالية أخبار العرب وأجيالهم ودولهم ومن عاصرهم من الدول المشاهير منذ بدء الخليقة الى عصره، ثم أخبار البربر وأجيالهم وما كان بديار المغرب خاصة والمشرق عامة من الملك والدول.
والجزء الثامن فهارس عامة.
وقد تفردت هذه النسخة بتعليقات وشروحات معتمدة على المقارنة بين كل النسخ المتوافرة بالإضافة الى المراجع العديدة لضبط النص والأحداث والأسماء حيث لاحظنا تحريف في الأسماء ناجم عن الأسماء الأعجمية والبربرية وغيرها كما يعود الاضطراب الى أخطاء النساخ والناقلين وقد ضبطنا هذه الأسماء وأشرنا في الهوامش اليها كما وردت في مختلف النسخ واستعنا لذلك بتاريخ ابن الأثير «الكامل في التاريخ» وتاريخ الطبري كما استعنا بمكتبة الدكتور سهيل زكار فيما يخص تاريخ شمال افريقية.
كما لاحظنا اضطرابا في نقل النص أحيانا وأحيانا أخرى عمد المؤلف الى ترك أمكنة بيضاء ليعود الى إملائها فيما بعد ولكن الموت عاجله قبل ذلك كما أن بعض النساخ أحيانا يترك فراغا مكان الكلمة التي لا يفهمها أو غير المقروءة ولا يعود اليها وعمدنا الى ملأ الفراغ ما أمكن من النسخ الأخرى وأشرنا اليه في الهوامش.
كما وجدنا بعض الفصول قد حذف من نسخة ووجد في نسخة أخرى وبالعكس لذلك أضفنا هذا النقص الحاصل بحيث تخرج هذه الطبعة كاملة متكاملة.
وأضفنا اليها جزءا خاصا يحتوي على فهارس للأسماء والقبائل والمدن والأماكن.
هذه النسخة الجديدة نضعها بين أيدي القراء الكرام آملين أن يجدوا فيها ما يتوخون من الدقة شاكرين لكل من ساهم معنا وقدم لنا العون والله من وراء القصد.
٢٥ جمادى الآخرة ١٤٠١ خليل شحادة- دار الفكر
1 / 4