والعوائد، وذهبت بالخطوب الأوابد، وخلعت على الزّمان رونق الشّباب العائد، وحجّته الّتي لا يبطلها إنكار الجاحد ولا شبهات المعاند، (أمير المؤمنين) أبي فارس عبد العزيز ابن مولانا السّلطان المعظّم الشّهير الشّهيد أبي سالم إبراهيم ابن مولانا السّلطان المقدّس أمير المؤمنين، أبي الحسن ابن السّادة الأعلام من ملوك بني مرين، الّذين جدّدوا الدّين، ونهجوا السّبيل للمهتدين، ومحوا آثار البغاة المفسدين، أفاء الله على الأمّة ظلاله، (وبلّغه في نصر دعوة الإسلام آماله) .
وبعثته إلى خزانتهم الموقفة لطلبة العلم بجامع القرويّين من مدينة فاس حاضرة ملكهم وكرسيّ سلطانهم، حيث مقرّ الهدى، ورياض المعارف خضلة النّدى. وفضاء الأسرار الرّبّانيّة فسيح المدى، والإمامة الفارسيّة الكريمة [١] العزيزة إن شاء الله بنظرها الشّريف، وفضلها الغنيّ عن التّعريف، تبسط له من العناية مهادا، وتفسح له في جانب القبول آمادا، فتوضح بها أدلّة على رسوخه وأشهادا، ففي سوقها تنفق بضائع الكتّاب وعلى حضرتها تعكف ركائب العلوم والآداب، ومن مدد بصائرها المنيرة نتائج القرائح والألباب، والله يوزعنا شكر نعمتها، ويوفّر لنا حظوظ المواهب من رحمتها ويعيننا على حقوق خدمتها، ويجعلنا من السّابقين في ميدانها المحلّين في حومتها، ويضفي على أهل إيالتها، وما أوي من الإسلام إلى حرم عمالتها، لبوس حمايتها وحرمتها، وهو سبحانه المسئول أن يجعل أعمالنا خالصة في وجهتها، بريئة من شوائب الغفلة وشبهتها، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
_________
[١] قوله الفارسية أي المنسوبة إلى أبي فارس المتقدم ذكره ١ هـ-.
1 / 12