ইসলামে শিক্ষা ও শিক্ষাদান
التربية والتعليم في الإسلام
জনগুলি
وقالوا أيضا إن هشام بن عبد الملك كان أوصى غلامه سالما الرومي بالتنقيب عن بعض كتب الحكمة اليونانية القديمة لجمعها وترجمتها إلى اللغة العربية، وإن مما ترجم سالم هذا بعض آثار أرسطو ... وإذا صح هذا كان أول ترجمة عربية للفلسفة اليونانية،
37
ورووا أيضا أن سليمان بن عبد الملك قال: «عجبت لهؤلاء الأعاجم! ملكوا ألف سنة فلم يحتاجوا إلينا ساعة، وملكنا مائة سنة فلم نستغن عنهم ساعة.»
38
ولا ريب في أن سليمان لم يقصد بالاستعانة بالأعجام إلا في النواحي الثقافية والحضارية والإدارية، أما فيما عدا ذلك فإن بني أمية معروفون ببغضهم لكل ما هو غير عربي. وقال الراغب الأصفهاني: إن المنصور بعث إلى من في الحبس من بني أمية من يقول لهم: ما أشد ما مر بكم في الحبس؟ فقالوا: ما فقدنا من تأديب أولادنا ...
فهذه الأقوال وغيرها تدل دلالة قوية على أن للأمويين نشاطا في ميادين العلم والحكمة والفلسفة والتشريع، وعناية بوضع بذور الحركة الثقافية والعقلية في الإسلام.
فليس من العدل أن نغمط حق بني أمية - غفر الله لهم - في هذا المضمار، وليس من الحق أن نعدل عن إنصافهم في هذا الباب، وليس من الإنصاف مقارنتهم ببني العباس، فأين زمان هؤلاء من زمان أولئك؟ وهل يقاس القرن الأول للهجرة والإسلام غض الإهاب، رطب العود، مبتدئ الحركة، بالقرنين الثالث والرابع اللذين اكتملت فيهما قوى الإسلام واشتد ساعده؟
والحق أنه لما تولى الخلافة بنو العباس وجدوا الطريق معبدة أمامهم؛ فقد كان سابقوهم من بني أمية وبني مروان شرعوا في أمر الترجمة عن كتب اليونان والفرس والهند، وبدءوا في وضع بذور غراس العلم والحكمة والجدل وعلوم الدين، فتمم بعدهم بنو العباس ما كانوا شارعين به، وعنوا عناية زائدة بنشر علوم الدين والحكمة، وبخاصة علوم الأدب وما إليه من شعر ونثر وعربية، حتى ازدهرت العلوم والفنون وبلغت أوجها في عهدهم مما لا مجال للتحدث عنه الآن، ولكن لا يسعنا أن نهمل ناحية من نواحي نشاطهم العلمي في هذا الصدد، ألا وهو تأسيسهم لبعض المؤسسات الثقافية، كدور الكتب ودور الحكمة التي كان يتولى أمرها بعض كبار العلماء كالفيلسوف الترجمان سلم الذي أخذ ينقب عن مهرة التراجمة وكبار الفلاسفة، ويعهد إليهم بالعمل معه لوضع أسس الحركة الفلسفية المنظمة على ما سنفصله فيما بعد،
39
والحق أن ما عمله سلم هذا كان نواة للحركة العلمية الرسمية إن صح هذا التعبير.
অজানা পৃষ্ঠা