٩- مقدمة مدح التجار وذم عمل السلطان
لم يبق من هذا الكتاب سوى صفحات قليلة. وما تبقى منه يعطينا فكرة واضحة عن محتواه. انه مقارنة بين التجار وخدم السلطان.
والجاحظ كعادته يتخيل شخصا يؤيد خدم السلطان ويمدحهم فيرد عليه ويعارضه ويتنصل من التهمة التي وجهها اليه ذلك الشخص وهي التكلف والصنعة البيانية في كتابته ويقول: «استحي من الكتابة، واستنكف بان انسب اليها في البلاغة وان أعرف بها في غير موضعها، ومن السجع ان يظهر مني، ومن الصنعة ان تعرف في كتبي، ومن العجب بكثير ما يكون مني» .
والجاحظ صادق فيما يقوله عن نفسه فهو لا يتصنع في كتابته، واذا ورد فيها شيء من السجع او الصنعة البيانية، فإنما يرد عفو الخاطر دون ان يقصد اليه قصدا. وقد اعلن رأيه في هذه المسألة مرارا وهو ان جمال الأدب يرتكز على الطبيعة اي عدم التكلف، وعلى البلاغة اي المساواة بين اللفظ والمعنى، واختيار اللفظ الذي يناسب المعنى ويوازيه فلا يفضل عنه ولا ينقص، شرط ان تتوافر فيه الفصاحة اي الوضوح ويتجنب الغرابة والوحشية.
نجد هذا الرأي في كتاب البيان والتبين وفي كتاب الحيوان، وفي كتاب المعلمين وغيرها.
1 / 39