٦- مقدمة كتاب المعلمين
يبدأ الكتاب كالعادة بمدخل تقليدي يخبرنا فيه الجاحظ أن شخصا يهزأ من المعلمين ويرميهم بالحمق والجهل والسفه فيتصدى له الجاحظ ويضع هذا الكتاب للرد عليه.
ويشرع بتبيان فضائل المعلم، فيقول ان المعلم قيم على الكتاب مشتغل بتدريسه للناشئة. والكتاب يحمل اخبار الماضين وبه يدرك الملك مصالح رعيته ويقوم سكان مملكته. وهو مستودع الحقيقة وحافظة العلم.
ولا ينبغي أن يقوم التعليم على التلقين والحفظ بل يجب أن ينمي القدرة على الاستنباط والتفكير لدى الناشئة، لأن مستعمل الحفظ لا يكون الا مقلدا، اما الاستنباط فيؤدي بصاحبه الى الخلق والابداع ويوصله الى الحقيقة.
ان طبيعة الحفظ تختلف عن طبيعة الاستنباط وان كان الموضوع واحدا.
وكلاهما يعتمدان فراغ القلب والشهوة الى المعرفة. ويختص الحفظ بشيئين هما الموضع والوقت. فالمكان الهادىء الخالي افضل من المكان المكتظ والصاخب. ووقت الاسحار افضل من سائر اوقات النهار والليل.
1 / 27