তারাজিম মাশাহির
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
জনগুলি
كان ربعة، ممتلئ الجسم، قوي العضل، شديد التعلق بالجندية، وكان عنيدا مع ميل إلى خشونة المعيشة العسكرية، ومما يروى عنه من هذا القبيل أن عباس باشا الأول رغب إليه مرة أن يخرج بتلامذة الحربية إلى النزهة ففعل، فلما كان وقت الغذاء أرسل إليه عباس باشا طعاما شهيا متقنا فرفضه، وقال لحامله: «سحقا لهذا الغذاء، ألا يعلم عباس باشا أننا جنود لا نأكل إلا مثل أكل الجنود!» وأصر على إرجاع الطعام بالرغم عن تقدم نجل عباس باشا إليه في قبوله. وله نوادر كثيرة تدل على صلابة طباعه وخشونته، وقد يتوهم بعضهم أن الخشونة والصلابة لازمتان في قيادة الجند، ولكن اللين أولى بها، والجند يطيع رئيسه إذا خشن طاعة الخائف، وأما إذا لان فإنه يطيعه طاعة المحب، وبينهما فرق واضح. أما سليمان باشا مهما قيل في أخلاقه فإنه كان ماهرا في قيادة الجند وتدريبه، وكان طلابا للعلى فتمكن منه بجده واجتهاده.
الفصل التاسع عشر
عمر باشا
شكل 19-1: عمر باشا (ولد سنة 1806 وتوفي سنة 1871).
هو نمساوي الأصل، وكان أبوه ضابطا في الجند النمساوي، ولد له هذا الغلام في بلاسكي على حدود بوسنة غربا سنة 1806 فسماه ميخائيل، وأدخله في المدرسة الحربية في بورن قرب كرستات وحب الجندية موروث فيه، فلم تمض مدة حتى تعين في إحدى فرق الجند النمساوي وارتقى إلى درجة معاون في مساحة الطرق والجسور، وفي الثامنة والعشرين من عمره نزح من وطنه وترك منصبه فيه، وجاء بوسنة العثمانية فاعتنق الدين الإسلامي لسبب لا نعلمه وسمى نفسه عمر، وتولى تعليم أبناء بعض تجار الأتراك هناك، ثم زار الآستانة ومعه تلامذته ففتح له باب التدريس في مدرسة للعسكرية أنشأتها الدولة هناك، وكان ناظر الجهادية يومئذ خسرو باشا، فأنس في ذلك الشاب اقتدارا عسكريا فأضافه إلى أركان حربه وجعله تحت عنايته، وقدمه في مصالح الدولة فأدى خدمات حسنة في إمارات الدانوب، ثم سعى له في وظيفة تعليم في البلاط السلطاني فتعين مدرسا للسلطان عبد المجيد قبل توليه السلطنة، وفي سنة 1839 كان عمر باشا في جملة ضباط الحملة التي أنفذتها الدولة لمحاربة إبراهيم باشا المصري في الشام، وبعد ثلاث سنوات تعين قومندانا عسكريا في إحدى ولايات سوريا.
وفي سنة 1848 أرسلت روسيا جندا لإخماد ثورة المجريين فدخل جندها بلد الفلاخ، فتعين عمر باشا قائدا لجند عثماني أقام هناك للمراقبة، ثم انتدبه الباب العالي لإقماع بعض ولاة البوسنة فأقمعهم وعادوا إلى كنف الدولة، وفي سنة 1853 سار في عشرين ألف جندي لمحاربة رجال الجبل الأسود وإرجاعهم إلى الطاعة ففاز بذلك فوزا عظيما، فانتدبه الباب العالي لقيادة الجند العامة في البلغار، وكان على ضفة الدانوب الأخرى جند الروس بقيادة البرنس غورتستاكوف الشهير، وحدث بين الجندين والقائدين حركات عسكرية ومناورات دلت على مهارة عمر باشا في الجندية حتى بهر البرنس المشار إليه، على أنه ما زال يحاربهم والنصر رفيقه في أكثر المواقع حتى اضطروا إلى الانسحاب عن ضفاف الدانوب، وتعين سنة 1855 في حرب القرم المشهورة فغلب الروسيين في بوباتوريا غلبا صريحا فانتدبته الدولة لإنقاذ الفرس، ولكنها سلمت قبل وصوله.
وبعد الفراغ من الحروب تعين واليا في بغداد، ولكنه ساء الحكومة وأغضب الباب العالي فنفي ثم أعيد في السنة التالية، وفي سنة 1861 انتدبه الباب العالي لإخماد ثورة البوسنة والهرسك ففعل، وهاجم الجبل الأسود وافتتح أعظم مدنه، وفي سنة 1869 تقاعد عن الأعمال العسكرية وقد نال رتبة الوزارة وصار من مشيري الدولة حتى توفي سنة 1871 وقد نال أعظم الرتب العسكرية العثمانية، ونال من روسيا رتبة فارس من صنف القديسة حنة، وكانت له منزلة رفيعة لدى رجال الحرب، ولكنه كان شديد البطش صعب المراس، وذلك شأن رجال العسكرية على الأكثر.
الفصل العشرون
الأمير عبد القادر الجزائري
هو الأمير عبد القادر ناصر الدين ابن الأمير محيي الدين الحسيني
অজানা পৃষ্ঠা