তারাজিম মাশাহির
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
জনগুলি
شكل 13-6: حبيب الله خان أمير الأفغان.
قلت: إن الأمير كان ذا شغف بالمجادلات الدينية، إلا أنه كان لا يحب أن يسمح لي تفسيرا عن معتقداتي، وفي ذات يوم أخذ برتقالة وعلقها في سلسلة ساعة ثم طلب مني خيطا من الصوف، وكنت جالسة بالقرب منه أنسج شيئا من القماش، ومع رغبتي في عدم قطع الخيط لم أتأخر عن إجابة طلبه، ثم قال: «والآن أحضري لي خيطا من الحرير وسلكا دقيقا من الحديد»، ثم ربط كل خيط بالبرتقالة وأنا واقفة أنظر إليه ولا أدرك ما يريد، ثم قال: «انظري أيتها الطبيبة، إنني حينما أعلق هذه البرتقالة بأحد هذه الخيوط لا تقع، ولكنها ليست كلها متساوية في القوة؛ فأحد هذه الخيوط أمتن من الآخر، انظري إلى الخيط الصوفي وإلى سلسلتي الذهبية فهما متساويان متبادلان في تأدية المطلوب، وهذا مثال الأديان وقيمتها؛ فبعضها أنقى وأطهر وأعلى، وهو بذلك أمتن سببا وأقوى رابطة، ولكنها كلها تربط الإنسان بالخالق القادر المبدع سبحانه وتعالى، حتى أدنى الأديان وأحطها أنفع من لا شيء، فهذا الخيط الحريري لا يدوم طويلا بل ينقطع حالا، وهذا السلك الحديدي يفلت من البرتقالة كغيره، فتمسكي بدينك؛ فإن الأفضل أن يكون لك دين ولو فيه خطأ من أن لا تديني بشيء.» انتهى. (2-4) نظر الإنكليز إلى عبد الرحمن
قال أحد كتبة الإنكليز يصف علاقة الأمير عبد الرحمن بإنكلترا: «إن علاقة هذا الأمير بنا لا يصح أن نعتبرها مرضية وإن ظهرت لنا كذلك. نعم، إنه يسايرنا في كل ما نرجوه من نفعه ويقابل سفراءنا بالإكرام والتعظيم، وقد أرسل ابنه لزيارتنا في لندن، ولكن القرائن الأخرى تدلنا على أنه كثيرا ما ساير ألد أعدائنا في الهند، ولا أظنه لو وفق في سعيه معهم إلا راميا بصداقتنا عرض الحائط، وغاية ما يقال في هذا الرجل أنه صديق حميم وحليف مفيد للهند طالما كانت حكومة الهند شديدة البطش، وأما إذا ضعفت فإنه من أشد الجيران خطرا عليها، قال: وأما خليفته حبيب الله خان فإننا لا نتوقع منه غير السكينة والمسايرة وهو لا يرى منا إلا كل مساعدة ونصرة.»
الفصل الرابع عشر
حبيب الله خان
هو أكبر أنجال الأمير عبد الرحمن الجديد، تولى الملك بعد وفاة أبيه بمقتضى نظام وضعه أبوه لذلك، وهو الآن في حدود الأربعين من عمره ودلائل الصحة والشباب بادية في صورته. وقد تأتى له أن يتولى نيابة حكومة كابل في حياة أبيه وهو يحارب إسحاق خان سنة 1888، ورأى الأمير بعد رجوعه ما حقق ظنه في ولده حتى عهد إليه مراجعة ما يرد من كتب الولايات فلا يقرؤها هو إلا بعد أن ينظر فيها ابنه، ثم ولاه بيت المال سنة 1897 وعهد إليه القضاء الأعلى.
وكان من رغائب الأمير المتوفى أن يوطد العلائق بين ابنه والأسر الأفغانية الكبرى، فلم ير وسيلة لذلك خيرا من المصاهرة فأزوجه سبع زيجات، ولكن الغرض الذي رمى إليه الوالد بهذا الزواج لا يوازي ما يخشى من الفساد بتكاثر النسل والخصام على الملك، ولم يقتصر الأمير عبد الرحمن على تزويج ابنه، ولكنه أزوج أبناء ابنه المذكور بفتيات اختارهن من العائلات الكبرى المشار إليها.
ومن الأعمال التي تولاها الأمير حبيب الله خان في حياة أبيه نظارة الخارجية فقد كانت المخابرات مع الدول الأوربية على يده، على أن أسرار السياسة كانت منحجبة في صدر عبد الرحمن، والغالب أنه أطلعه عليها قبل موته، وأهمها أن يكون مواليا لإنكلترا حليفا لها، وفي لسان حبيب خان لثغة أو عجمة تعيقه عن الاسترسال في الكلام يظن أبوه أنها نتجت عن سم دسه له بعض الأعداء ولم يمته، ولكنه أضر بنطقه.
الفصل الخامس عشر
تسي هي إمبراطورة الصين
অজানা পৃষ্ঠা