তারাজিম মাশাহির
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
জনগুলি
الفصل العاشر
محمد أحمد المتمهدي السوداني
شكل 10-1: محمد أحمد المتمهدي السوداني (ولد سنة 1848 وتوفي سنة 1886). (1) المهدوية في الإسلام
المشهور بين المسلمين من أوائل الإسلام إلى الآن أنه سيظهر رجل منهم يؤيد الدين وينشر لواء العدل ويستولي على الممالك الإسلامية يسمى المهدي، ويسندون ذلك إلى أحاديث نبوية بحث كثيرون من علماء الإسلام في صحتها وفسادها وفي مقدمتهم العلامة ابن خلدون، ومن أوثق الأحاديث المروية من هذا القبيل رواية الترمذي وهي: «لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي.» ورواية الحاكم وهي: «تملأ الأرض جورا وظلما فيخرج رجل من عترتي فيملك سبعا أو تسعا فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.» ولم يرد في هاتين الروايتين لفظ المهدي، ولكنهم ذكروا أحاديث أخرى ورد فيها لفظه انتقدها ابن خلدون انتقادا طويلا في كلامه عن أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس ... إلخ (في مقدمته الشهيرة، فمن أراد الإسهاب فليراجعه هناك).
على أن ذلك لم يقلل شيئا من اعتقاد الجمهور في مجيء المهدي، فما انفك المسلمون ينتظرون مجيئه، فأدى ذلك إلى ظهور جماعة كبيرة في أزمان مختلفة ادعى كل منهم أنه المهدي المنتظر، فالتفت حوله الأحزاب وأسس بعضهم دولا عظمى لا يزال ذكرها باقيا إلى الآن، على أن كثيرين آخرين لم يكادوا يظهرون بدعواهم حتى طوى الزمان ذكرهم لأن الأحوال لم تكن معدة لقبولهم.
على أن بين الشيعة والسنة خلافا من قبيل المهدي وزمن ظهوره؛ فأهل الشيعة يعتقدون أنه ظهر في أواخر القرن الثالث للهجرة في شخص أبي القاسم محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر، وأنه سيظهر ثانية قبل انقضاء العالم من سرداب في سر من رأى بالعراق، وأما أهل السنة فيقولون إنه لم يظهر بعد، وتتمة للموضوع نذكر أشهر الذين ادعوا المهدوية من أول الإسلام إلى الآن. (1)
محمد بن عبد الله الملقب بالنفس الزكية، ظهر في المدينة سنة 154ه في عهد الخليفة المنصور ثاني الخلفاء العباسيين، فدعا الناس إليه، وكان له أخ اسمه «إبراهيم» نصره وقام بدعوته ففتح البصرة والأهواز وفارس ومكة والمدينة، وبعث عماله إلى اليمن وغيرها، وكان ذلك في زمن الإمام مالك فأفتى له وشد أزره فكثرت دعاته حتى كاد يذهب بالدولة العباسية لو لم يستدرك المنصور أمره ويتغلب عليه ويقتله (وترى تفصيل أخباره في الجزء السادس من تاريخ ابن الأثير). (2)
عبيد الله المهدي بن محمد الحبيب بن جعفر الصادق مؤسس الدولة الفاطمية في المغرب التي فتحت الديار المصرية في أواسط القرن الرابع للهجرة وبنت مدينة القاهرة على يد القائد جوهر، وقد اتسعت دولة الفاطميين وامتدت سلطتهم وطالت أيام حكمهم (وترى تفصيل أخبارهم في الجزء الأول من كتابنا تاريخ مصر الحديث). (3)
محمد بن عبد الله تومرت المعروف بالمهدي الهرعي، ويكنى أبا عبد الله، أصله من جبل السوس في أقصى بلاد الغرب، رحل إلى المشرق حتى انتهى إلى العراق، واجتمع بأبي حامد الغزالي وغيره فأخذ العلم عنهم واشتهر بالنسك والتقوى وساح في الحجاز، وجاء مصر ثم سار إلى الغرب وأقام بمراكش وغيرها، وتأسست على يده دولة عظيمة في أوائل القرن السادس للهجرة هي دولة عبد المؤمن (وترى تفصيل ذلك في الجزء الثاني من تاريخ ابن خلكان). (4)
العباس الفاطمي ظهر بالمغرب في آخر المائة السابعة للهجرة، وادعى المهدوية فتكاتف الناس حوله وعظمت شوكته حتى دخل مدينة فاس عنوة، وأحرق أسواقها وبعث العمال إلى الأنحاء، لكنه قتل غيلة فانقضى أجله وسقطت دعوته. (5)
অজানা পৃষ্ঠা