তারাজিম মাশাহির
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
জনগুলি
قاسم أمين
شكل 40-1: قاسم أمين نصير المرأة المسلمة والداعي إلى إصلاح العائلة (ولد سنة 1865 وتوفي سنة 1908).
أصيب الإسلام في أوائل هذا القرن بفقد غير واحد من كبار رجاله ونوابغ عماله، نخص بالذكر اثنين من دعاة الإصلاح الاجتماعي أو الديني، أحدهما الشيخ محمد عبده زعيم النهضة الإصلاحية الإسلامية في هذا العصر، والثاني قاسم بك أمين نصير المرأة المسلمة والداعي إلى إصلاح العائلة، وقد مات كلاهما وبينهما ثلاث سنين، فخسرنا بذلك خسارة لا يعرف مقدارها إلا الذين يعلمون افتقار الشرق إلى ذلك الإصلاح، ولا سيما العائلة فإنها قوام الأمة، وقوام العائلة المرأة، فلا تصلح الأمة إلا بإصلاحها. (1) المرأة العربية قبل الإسلام وبعده
تبين لنا من أبحاثنا في «تاريخ العرب قبل الإسلام» الذي صدر ملحقا للهلال أن المرأة العربية كان لها مقام رفيع في التمدن العربي القديم، فتعاطت الكتابة وتولت الإدارة وعانت سائر أعمال الرجال في الألف الثالث قبل الميلاد؛ أي منذ أكثر من 4000 سنة، وعرفنا دولا عربية في أعالي الحجاز لا يتولى الملك فيها إلا النساء. ناهيك بما تناقله العرب من أخبار بلقيس صاحبة اليمن والزباء (زينوبيا ) صاحبة تدمر. عدا اللواتي اشتهرن في أثناء الجاهلية من العرافات والكواهن، ولا يتولى الكهانة إلا الممتازون بالعقل والتدبير بعد أن ينالوا المقام الرفيع ويحرزوا العلم الواسع. ويقال بالإجمال: إن المرأة في الجاهلية كان لها شأن وإرادة وأنفة ورأي وحزم، ونبغ غير واحدة منهن قبيل الإسلام وفي أوائله بالسياسة والحرب والأدب والشعر والتجارة والصناعة على أثر ما حصل من النهضة في النفوس والعقول يومئذ، فاشتهر جماعة منهن بمناقب رفيعة تضرب بها الأمثال، وممن اشتهرن بالحزم والرأي خديجة بنت خويلد زوج النبي، وأسماء بنت أبي بكر، وسكينة بنت الحسين وغيرهن
1
ظلت المرأة العربية على أنفتها وعزة نفسها وسمو منزلتها في أيام الراشدين، وزاد توسعها في طلب المعرفة إذ اتسع المجال للعقول والمواهب، فنبغت غير واحدة بالشعر والأدب، وأتت بعضهن أعمالا يعجز عنها كبار الرجال، فلما أفضت الدولة إلى بني أمية في أواسط القرن الأول للهجرة، أصاب المرأة العربية صدمة قوية غيرت كثيرا من طبائعها؛ لتكاثر الجواري والغلمان في دور الأمراء، وانغماس بعض الخلفاء في الترف والقصف، وانتشار الغناء والمسكر، وتكاثر المخنثين في المدن وتوسطهم بين الرجال والنساء بالباطل.
ولما استبحر عمران المسلمين في العصر العباسي زادوا انغماسا في القصف واللهو والخلاعة، وفسدت النية بين الرجل وامرأته، وهو صاحب الذنب؛ لأنه بدد شعائره وأمياله بين عدة نساء فقلت ثقة امرأته به، ولم ينضج التمدن في ذلك العصر حتى تنوسيت المرأة العربية وذهبت حريتها وغيرتها وانحطت نفسها وذهبت أنفتها واستقلال فكرها، فاحتقرها الرجل وساء الظن بها، وصار يعاشرها على غل وسوء رأي، يقفل عليها الأبواب والنوافذ، وأصبح الطعن في طباعها وسوء سريرتها شائعا على ألسنة الناس حتى ألفوا فيها الروايات والقصص، ونظموا بها الشعر وتفننوا في وضع الجمل الحكمية، والعبارات البليغة في تحذير الناس من المرأة وعدم الوثوق بها. هذه قصة ألف ليلة وليلة تمثل حال المرأة في الأعصر الإسلامية الوسطى بعد شيوع التسري وانغماس المسلمين في الترف. وأما الأشعار فإليك ما قاله أبو العلاء المعري:
إذا بلغ الوليد لديك عشرا
فلا يدخل على الحرم الوليد
وإن خالفتني وأضعت نصحي
অজানা পৃষ্ঠা