واخبرني من (63 ب) أثق به ممن كان حاضرا ناظرا لجميع ما صدر بيهما أن الشاه كان يدعو أبا يزيد الى البستان، وكان يأخذ الفواك الحسنة ويضعها على يديه ويمدها إليه ليأ كل منها. فكان يأكل منها ما اختار، ولا يتكلتم ولا يتواضع، مع الشاه، ولا بقول له شيئا .
نلما تكرر ذلك منه أرسل اليه يعاتبه ويقول : أنا مثل آبيه، وأعرض، عليه الفواكه بيدي فياخذاها ولا يتواضع معي بكلة واحدة أبدا فأرسل اليه أبو يزيد بقول له : أما التواضع فشيء ما دخل بيننا ولا نعرفه إلاء مع الله تعالى الذي هو خالق الحلق وباسط الرزق، فإن كان الوالد الشاه بعرف ذلك فليعلمنيه حتى أستعمله معه عند الإكرام، فلما سمع الشاه ذلك تفافل عنه وامتمرت الوحشة تزيد بينهما إلى أن نوى أبو يزيد على أن بتدارك ما فات وههات هيهات. فنوى أن يضع لاشاه
السم في الطعام . وذاك أن الشاه خرج الى بستانه في أيتام الفواكه ودعا من عنده من أولاد السلاطين . والأمراء ، وكان عنده نحو سبعة من أولاد السلاطين ، ولكن كان أبو يزيد أكبرهم وأعظمهم . فلما حلوا في البستان قال الشاه : ليطبخ كل واحد منا طعاما بعرفه على طريقة بلاده، وقصد بذلك الانبساط معهم فوضع كل واحد فوطة واتتزر بهاوشرعوا في الطبخ على ما بعرفون من الاساليب.
فنوى أبو يزيد على أن يضع السم لاشاه في طعامه فشعر بذلك رجل
============================================================
كان من جماعة أبي يزيد ، ولكنته كان يأنس بالشاء ويختص بمصاحبته فأشار الى الشاء وأعلمه بما نوى عليه أبو يزيد ، فأسرع الشاء في الذهاب من البستان ولم يأكل من الطعام . فتعجب الحاضرون من ذلك. فلما اطلع أبو يزيد على ذلك قتل ذلك الذي وشى به الى الشاه بأنته يريد أن يسمته في طعامه . فلما علم الشاه بقتل الرجل عاتب أبا يزيد على ذلك . ققال أنا قتلت خادمي، والانسان إن قتل خادمه لايعاتب فيه . فأضمر له الشاء الضغينة في نفسه ، وطلبه يوما إليه، فكأته أحس بالسوء فتعلل في الحروج كثيرا، ثم ذهب مكرها فلما دخل عليه قام من جلسه وأمر بالقبض عليه. فسارع عكر الشاه الى القبض على أبي يزيد. فلما شرعوا في ذلك قال (64 2) قطز فرهاد للسلطان أبي يزيد كلاما معناه : ما سمعت من شوري ياصبئ لما أشرت عليك بقبضه فذق طعم الأمر) هذا جزاء مين خالف النصيحة فلماتم القبض عليه حبه في بيت بستانه الذي داخل مراياه . وأرسل الى والده السلطان سليمان بخبره بالقبض عليه . فأرسل السلطان سليمان يقول للشاء : أقتله أو أرسله إلي حيا . فقال : لا أقتله ويبقى لك علي دم سلطان عظيم، ولا أرسله اليك حيا لاحتال أن تعفو عنه ويصير سلطانا فلا تبقى له هم إلا الانتقام مني ومن أولادي لكوني أهنته وقبضت عليه، ولكن أنت أرسل الي من خواصك من يقتله حتى أسلمه اليه فاضطر عند ذلك السلطان سليمان الى قتله . وخاف من اتتشار الفتنة إن بقي سالما، فأرسل اليه جماعة وكبيرهم خسرو باسا الذي كان حاكما في مدينة وان، وحكم بغداد والشام مرتين. وأرسل مع خسرو المذكور ماليك يعرفون أبا يزيد حق المعرفة خوفا من إخفائه وإظهار غيره للقتل، وقال لخسرو: إذا ظهر عليك ولدي في مكانك، فانظر إلى الماليك الذين معك فإن قاموا وبادروا في الحال الى الوقوع على رجل ولدي ويده فاعلم أنه ولدي، وإلاء فهو غيره.
============================================================
فلما وصل إلى قزوين طلب الشاء من خسرو باشا تمسكا بخط السلطان وختسه بأنه قد أذن له في تسليم ولده خسرو باسا يقتله. فأعطاه التمستك بذلك كما طلب ثم أدخله الى داخل البستان الذي فيه أبو يزيد وهو معه. فلما وقع نظر الماليك على خدومهم وابن خدومهم بادروا بالبكاء عليه ووقعوا على يديه ورجليه يقبلونها. فقال لهم خسرو باشا: ما بالكم فعلتم هكذا فقالوا : كيف لا وهو مخدومنا السلطان أبو يزيد.
فعلم عند ذلك أته هو ، فسلم عليه فقال أبو يزبد : يا لاله ! أنا أعرف سبب قدومك الى هذه البلاد. ولكن أمهلني لأصلي وكعتين واطلب لي أولادي لأنظرهم، فإن لي نحو سنة ما رأيشهم. فقال: حبا وكرامة. فتوضا وشرع في الصلاة. فما أمهله حتى فرغ متها، بل بادر إلى الأمير بخنقه قبل حضور آولاده وكانوا أربعة أكبرهم أرخان وكان من أحسن خلق الله صورة أخبرني من رآه أنه ما وقعت عينه على أحسن منه شكلا ولا الطف صورة. (4 ب) فحضر أولاد فوجدوه قد قضي عليه فشرعوا في خنق أولاده إلى أن بقي منهم واحدة صغير فدخل تحت ذيل الشاء وقال له: يا أبت. اعتقني أنت، فقال له: نعم ثم غمز عليه فقتلوه أيضا. وجهزوا أجاد الجميع وأرسلوهم الى ديار والدهم السلطان سليمان فلما وصلوا أمر السلطان بدفتهم وبلغني أن السلطان سليمان سال عن لباس ولده أبي يزيد، فقال له خسرو باسشا: يا مولانا السلطان . كان لباسه الصوف الفستقي وتحته المتقالي الأزرق . قال : فبكى السلطان سليمان وقال: قبح الله طهماسب ما أقل مروهته! أما كان بوجد عنده ثوب مذهب يلبه لولدي ولكن الذنب لولدي هيث أوقع نفه في يد عدو في الدين والدنيا.
وبلغني من الثقات أن شاه طهماسب أرسل يقول لاسلطان سليمان : انا راجم منك أن نحسن إلي لكوني تكلفت على ولدك وعلى أولاده
অজানা পৃষ্ঠা