তানজিহ আনবিয়া
تنزيه الأنبياء
أن يمر يده على أعرافها وأعناقها وقوائمها ومنها أن يكون معنى المسح هاهنا هو الغسل فإن العرب تسمي الغسل مسحا فكأنه لما رأى حسنها أراد صيانتها وكرامها فغسل قوائمها وأعناقها وكل هذا واضح مسألة فإن قيل فما معنى قوله تعالى ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب أوليس قد روي في تفسير هذه الآية أن جنيا كان اسمه صخرا تمثل على صورته وجلس على سريره وأنه أخذ خاتمه الذي فيه النبوة فألقاه في البحر فذهبت نبوته وأنكره قومه حتى عاد إليه من بطن السمكة الجواب قلنا أما ما رواه القصاص الجهال في هذا الباب فليس مما يذهب على عاقل بطلانه وإن مثله لا يجوز على الأنبياء (ع) وإن النبوة لا تكون في خاتم ولا يسلبها النبي (ع) ولا ينزع عنه وإن الله تعالى لا يمكن الجني من التمثيل بصورة النبي (ع) ولا غير ذلك مما افتروا به على النبي (ع) وإنما الكلام على ما يقتضيه ظاهر القرآن وليس في الظاهر أكثر من أن جسدا ألقي على سبيل الفتنة له وهي الاختبار والامتحان مثل قوله تعالى الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين والكلام في ذلك الجسد ما هو إنما يرجع فيه إلى الرواية الصحيحة التي لا تقتضي إضافة قبيح إليه (ع) وقد قيل في ذلك أشياء منها أن سليمان (ع) قال يوما يوما في مجلسه وفيه جمع كثير لأطوفن الليلة على مائة امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله وكان له فيما روى عدد كثير من السراري فأخرج كلامه على سبيل المحبة لهذه الحال فنزهه الله تعالى عن الكلام الذي ظاهره الحرص على الدنيا والتشبث بها لئلا يقتدى به في ذلك فلم تحمل من نسائه إلا امرأة واحدة فألقت ولدا ميتا فحمل حتى وضع على كرسيه جسدا بلا روح تنبيها له على أنه ما كان يجب أن يظهر منه ما ظهر فاستغفر ربه وفزع إلى الصلاة
পৃষ্ঠা ৯৫