তানজিহ আনবিয়া
تنزيه الأنبياء
في ذريته الكثير ممن أقام الصلاة مسألة فإن قيل فما معنى قوله تعالى ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ @QUR@
كانت مخافته منهم لما امتنعوا من تناول الطعام وكيف يجوز أن يجادل ربه فيما قضاه وأمر به الجواب قلنا أما وجه تقديم الطعام فلأنه (ع) لم يعلم في الحال أنهم ملائكة لأنهم كانوا في صورة البشر وظنهم أضيافا وكان من عادته (ع) قراء الضيف فدعاهم إلى الطعام ليستأنسوا به وينبسطوا فلما امتنعوا أنكر ذلك عليهم وظن أن الامتناع لشر يريدونه حتى خبروه بأنهم رسل الله تعالى أنفذهم لإهلاك قوم لوط (ع) وأما الحنيذ فهو المشوي بالأحجار وقيل إن الحنيذ الذي يقطر ماؤه ودسمه وقد قيل إن الحنيذ هو النضيج وأنشد أبو العباس
إذا ما اعتبطنا اللحم للطالب القرى
حنذناه حتى يمكن اللحم أكله
فإن قيل فكيف صدقهم في دعوتهم أنهم ملائكة قلنا لا بد من أن يقترن بهذه الدعوى علم يقتضي التصديق ويقال إنهم دعوا الله بإحياء العجل الذي كان ذبحه وسواه لهم فعاد حيا يرعى وأما قوله يجادلنا فقيل معناه يجادل رسلنا وعلق المجادلة به تعالى من حيث كانت لرسله وإنما جادلهم مستفهما منهم هل العذاب نازل على سبيل الاستيصال أو على التخويف وهل هو عام للقوم أو خاص وعن طريق نجاة لوط (ع) وأهله المؤمنين ممن لحق القوم وسمي ذلك جدالا لما كان فيه من المراجعة والاستثبات على سبيل المجاز وقيل إن معنى يجادلنا في قوم لوط (ع) يسائلنا أن تؤخر عذابهم رجاء أن يؤمنوا وأن يستأنفوا الصلاح فخبره الله تعالى بأن المصلحة في إهلاكهم وأن كلمة العذاب قد حقت عليهم وسمي المسألة جدالا على سبيل المجاز فإن قيل فما معنى قوله تعالى فلما ذهب
পৃষ্ঠা ৩৭