وكان أول من سن هذه الداهية الدهياء إبليس حيث قال {أأسجد لمن خلقت طينا} و {قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون} و {أنا خير منه} و {أرأيتك هذا الذي كرمت علي} إلى غير ذلك من أقواله السخيفة فانظر رحمك الله إلى أهل هذه المذاهب الخسيسة بمن اقتدوا فيها وعلى من عولوا في اقتدائهم قاتلهم الله أنى يؤفكون
ومما قيل في معنى قوله {وتخشى الناس} أنه يخشى الناس أن يقولوا كيف يحرم علينا أزواج البنين وهو مع ذلك يتزوج زوج ابنه فلأجل هذه الأقوال كانت خشيته صلى الله عليه وسلم على الناس إذ ليس منها واحدة إلا وهي تحمل إلى سجين فإنها كلها معارضة لقوله تعالى {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}
وقوله تعالى {من يطع الرسول فقد أطاع الله}
وقوله تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
وقوله تعالى حيث أقسم بذاته المعظمة فقال {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}
فمن أجل هذه الآي وأمثالها خشي رسول الله صلى الله عليه وسلم
পৃষ্ঠা ৫৮