106

فصل وأما عزير عليه السلام فاختلف الناس في نبوته لكونه لم ينص عليه الكتاب.

والأظهر إثبات نبوته بدليل قوله تعالى : ( ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ) [آل عمران : 3 / 80]. وهذا خطاب لليهود والنصارى. واليهود عبدت عزيرا بنص الكتاب. ومما يدل على نبوته أيضا من الكتاب أنه ذكر مع الأنبياء في معرض الفضيلة والإكرام في موطنين ، ذكره تعالى مع إبراهيم عليه السلام في إحياء الموتى لهما.

وذكره مع عيسى عليه السلام في أن عبد من دون الله.

وسبب هاتين القصتين نذكره الآن بعون الله تعالى.

جاء في الأثر أنه كان في بني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام ، نبيا ، وكان اسمه دانيال ، وإنما سمي عزيرا لكثرة تعزير (1) اليهود له وإعظامهم لقدره عليه السلام . ثم غلوا في تعظيمه حتى عبدوه. وسبب ذلك لأن أماته الله مائة سنة ثم أحياه ، وأراه الآية في طعامه وشرابه الذي مرت عليه مائة عام ولم يتسنه ، أي لم يتغير ، وفي حماره الذي أماته معه وتبددت أجزاؤه ، ثم أنشرت وجمعت وحييت وهو ينظر إلى ذلك كله.

فقال الجهلة : لم يختصه بهذه الكرامات إلا لأن كان ولده فعبدوه (2) تعالى الله عما يصفون.

فلما طغى بنو إسرائيل وقتلوا الأنبياء بغير حق ، وبدلوا أحكام التوراة وأخبارها ، سلط الله عليهم بخت نصر البابلي (3)، وكان مجوسيا فأتى إلى مدينة بيت

পৃষ্ঠা ১১৬