وهو من غير الإباضية - كما أن لشيخنا تعليقات على كتاب "الجامع الصغير" (¬1) للسيوطي (¬2) ، وهي موجودة في مجلد ضخم، يربو على سبعمائة صفحة ،وعلق على عقيدة النسفي وشرحها وشرح شرحها ، وهو يذكر في مؤلفاته الكثير من المصادر والمراجع التي تدل على أن الرجل ليس بالهين في المطالعة والقراءة، ولعل مما ساعده على ذلك تلك المكتبة الضخمة التي كان يمتلكها والده - رحمه الله - والتي أحرقت من بعد ، حيث قيل: إنها تضم من الكتب ما يزيد على ستة آلاف كتاب ، وهو لعمر الله عدد ليس باليسير، خاصة في ذلك الوقت الذي عاشوا فيه.
أما الناحية العملية:
فهي ممارسته العميقة للحياة نتيجة مداخلته مجتمعه، وخوضه غمار أحداث عصره، وخاصة الأحداث السياسية التي ضربت المجتمع في الصميم، فمزقته أشلاء مشتتة، تناثرت فيه القبائل، وعادت الأحوال إلى عصر الجاهلية، من جهة التناحر والصراع لأتفه الأسباب، حتى غدا الرجل لا يأمن على نفسه أو أهله أو ماله، فهو عرضة للبطش والسلب من قبل قبائل أخرى .
¬__________
(¬1) كتاب من كتب السيوطي ، جمع فيه أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم ، مرتبة على الحروف الهجائية ، طبع عدة طبعات ، منها طبعة دار الفكر بيروت - لبنان، و هو كتاب مشهور في علم تخريج الحديث .=
(¬2) جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي ( 911 ه ) عالم ، متبحر في عدة علوم ، التفسير ، و الفقه ، و النحو ، اللغة العربية ، وغيرها من العلوم ، من كتبه : بغية الوعاة في طبقات اللغويين و النحاة ، و الجامع الصغير ، و الجامع الكبير ، وغيرها من الكتب ، حتى قيل أن كتبه تصل إلى 600 كتاب و رسالة .
পৃষ্ঠা ৮