بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ) كذا في الإحياء ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى ) في الحديث القدسي . والفرق بينه وبين القرآن أن القرآن نزل للإعجاز بأقصر سورة بخلاف ذلك ، فإنه ليس للإعجاز ، وكل من القرآن والأحاديث يتعبد بقراءته ( الصوم لي وأنا أجزي به ) بفتح الهمزة وسكون الياء ، أي جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره ، وقيل معنى ذلك أن الصيام أحب العبادات إلي ، والمقدم عندي رواه الطبراني عن أبي أمامة بإسناد حسن ( وقال صلى الله عليه وسلم : للصائم فرحتان يفرح بهما فرحة عند إفطاره ) أي بزوال جوعه وعطشه حين أبيح له الفطر . وقيل : إن فرحه بفطره إنما هو من حيث إنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه ( وفرحة عند لقاء ربه ) أي يوم القيامة قال وهب بن منبه ليس للمؤمن راحة دون لقاء ربه ، أي بحصول الجزاء والثواب أو بالنظر إلى وجه ربه انتهى ( وقال صلى الله عليه وسلم : لخلوف ) بضم الخاء المعجمة واللام وسكون الواو ، وبعدها فاء واللام جواب قسم وهو قوله صلى الله عليه وسلم قبله : ( والذي نفس محمد بيده ) أي بقدرته وتصريفه لخلوف ( فم الصائم ) أي تغيره ( أطيب عند الله من ريح المسك ) أي ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك عندكم . وقيل : المراد أن الله يجزيه في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك . وقيل : المراد أن صاحبه ينال من الثواب ما هو أفضل من ريح المسك ، ورجح النووي أن معنى ذلك أن الخلوف أكثر ثوابا من المسك المندوب إليه في الجمع ، ومجالس الذكر ، وهو حمل معنى الطيب على القبول والرضا ، وقد نقل القاضي حسين أن للطاعات يوم القيامة ريحا يفوح ، فرائحة الصيام فيها بين العبادات كالمسك ( وقال صلى الله عليه وسلم : عليكم بالغنيمة الباردة ) أي الزموها ( قالوا يا رسول الله وما الغنيمة الباردة ؟ قال : الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة . وقال صلى الله عليه وسلم : من صام يوما من رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) والمراد الصغائر ( فإذا تم رمضان لا يكتب عليه ذنب إلى الحول الآخر ، فإن مات قبل رمضان آخر جاء يوم القيامة وليس عليه ذنب ) أي من الصغائر المتعلقة بحق الله تعالى وجملة قوله ، وليس عليه ذنب حالية من فاعل جاء ، فالواو للحال وفي رواية من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، رواه الخطيب عن ابن عباس . قوله إيمانا ، أي اعتقادا بحق فرض الصوم ، قوله واحتسابا أي طالب الثواب من الله تعالى ( وقال صلى الله عليه وسلم : لو أذن الله للسموات والأرض أن تتكلما لقالتا بشرى ) مبتدأ ونعتها محذوف أي بشرى عظيمة ( لمن صام رمضان بالجنة وقال صلى الله عليه وسلم : الصيام جنة ) بضم الجيم أي سترة ( من النار كجنة أحدكم من القتال ) أي كالدرع المانع من القتل في القتال وحسبك به فضلا للصائم ، رواه ابن ماجه عن عثمان بن أبي العاص ، وهو حديث صحيح ، وفي لفظ الصوم جنة أحدكم من النار كدرع أحدكم في القتال ( وقال صلى الله عليه وسلم : الصائم إذا أفطر صلت عليه الملائكة ) أي دعت له بالبركة أو استغفرت له ( حتى يفرغ وقال صلى الله عليه وسلم : لكل شيء زكاة ) أي صدقة ( وزكاة الجسد الصوم ) رواه ابن ماجه عن أبي هريرة والطبراني عن سهل بن سعد ، وإنما كان الصوم زكاة البدن لأنه سر من أسرار الله تعالى ، وسبب لنحول الجسد وزيادة بركته ، وخيره المعنوي فأشبه الزكاة المالية ، فإنها وإن نقصته حسا زادته بركة ، فكذلك الصوم ( وقال صلى الله عليه وسلم : نوم الصائم ) أي فرضا أو نفلا ( عبادة ) وفي لفظ نوم العالم عبادة ، فيحتمل أنها رواية ، ويحتمل أن أحد اللفظين سبق قلم كذا أفاد العزيزي ( وصمته تسبيح ) أي بمنزلة التسبيح ( وعمله مضاعف ) الحسنة بعشر إلى ما فوقها ( ودعاؤه مستجاب وذنبه مغفور ) أي ذنوبه الصغائر رواه البيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى ، وهو حديث ضعيف ، وفي لفظ ونفسه تسبيح وكلامه صدقة انتهى . وهذا في صائم لم يخرق صومه بنحو غيبة ، فالنوم وإن كان عين الغفلة يصير عبادة ، لأنه يستعين به على العبادة . |
1 ( الباب الرابع عشر في فضيلة الفريضة ) 1
من صلاة وما معها ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : بني الإسلام )
পৃষ্ঠা ৩০