بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
পৃষ্ঠা ৫৫
قال مؤلفه رحمه الله: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الشرف محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض الصالحي، وأبو الحسن علي بن محمد بن أبي المجد بن علي الدمشقي، وأبو هريرة عبد الرحمن بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن الذهبي، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق الصوفي، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن رسول الأماسي، وأبو العباس أحمد بن سليمان بن محمد بن مروان بن علي بن منجاب بن حمائل الشيباني، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي الفتح بن إدريس بن السراج، وأبو الحسن علي بن عثمان ابن العماد محمد بن الشمس لؤلؤ، وأخته زينب، وأم عبد الله عائشة بنت محمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد المقدسي، وآخرون قراءة على ابن عوض، وابن الأماسي، وابن مروان، بجامع دمشق متفرقين، وأنا أسمع، وبقراءتي على الباقي منفردين، قالوا: أنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة بن حسن ابن الشحنة الصالحي الحجار قراءة عليه ونحن نسمع، سوى ابن الشمس لؤلؤ، فقال: وأنا حاضر، وأخبرنا ابن عوض وابن أبي المجد قالا: أخبرتنا وزيرة بنت أبي حفص عمر بن أسعد بن المنجا التنوخية قراءة عليها ونحن نسمع، وأخبرنا ابن عوض أنا القاضي أبو الفضل سليمان بن حمزة بن أحمد، وأبو بكر بن أحمد بن عبد الدئم، سوى ابن الشمس لؤلؤ، فقال: وأنا حاضر، وأخبرنا ابن عوض وابن أبي المجد قالا: أخبرتنا وزيرة بنت أبي حفص عمر بن أسعد بن المنجا التنوخية قراءة عليها ونحن نسمع، وأخبرنا ابن عوض أنا القاضي أبو الفضل سليمان بن حمزة بن أحمد، وأبو بكر بن أحمد بن عبد الدئم، الأنصاري، وأبو محمد الحسن بن أحمد بن عطاء الأذرعي، وأبو عمرو عثمان بن إبراهيم بن أبي علي الحمصي، وأبو إسحاق إبراهيم بن صدقة بن المخرمي، وأم إبراهيم فاطمة بنت إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي، قراءة عليهم وأنا شاهد، قالوا كلهم، سوى ابن سعد وابن المخرمي: أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن يحيى بن المبارك بن الزبيدي قراءة عليه، قال القاضي، وابن عبد الدائم، وهدية: ونحن حاضرون، وقال الباقون: ونحن نسمع، وقال ابن الشحنة، والقاضي، وابن عبد الدائم، والمطعم، أيضا، وابن سعد، وابن المخرمي: أنا أبو المنجا عبد الله بن عمر بن علي بن اللتي الحريمي البغدادي، قال ابن المخرمي: سماعا، وقال الباقون: إجازة، وقال القاضي، وابن عبد الدائم، وابن سعد، وابن الشحنة: وأنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد القطيعي، وعلي بن أبي بكر بن روزبة القلانسي.
পৃষ্ঠা ৫৯
وقال ابن مشرف، والقاضي: وأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد المديني، ومحمد بن زهير بن محمد شعرانة الأصبهانيان إجازة، زاد القاضي فقال: وأنبأنا أيضا أبو حفص عمر بن كرم الدينوري، وثابت بن محمد الخجندي ح وأخبرنا أشياخنا المذكورون، سوى الصوفي، وابن الأماسي، وابن مروان: قالوا: أنا أبو العباس أحمد بن الشحنة قال: وأنبأنا أبو الفتوح داود بن معمر بن الفاخر عاما. قالوا تسعتهم: أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي قراءة عليه ونحن نسمع، أنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي، أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي ح، وقال ابن الفاجر أيضا: أنا غانم بن أحمد الجلودي، وفاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي سماعا ح وقال ابن مشرف وابنه جوهر أيضا: أخبرنا الإمام أبو عمرو عثمان بن الصلاح عبد الرحمن بن عثمان الشهرزوري الحافظ قراءة عليه ونحن نسمع، أنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي الصاعدي، أنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمد الفارسي، وأبو بكر وجية بن طاهر بن محمد الشحامي، وأبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه الشاذياخي سماعا، وأبو جدي محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أحمد الفراوي إجازة، قال هو ، والفارسي، وغانم، وبنت البغدادي: أنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد أحمد بن محمد بن نعيم بن إشكاب العيار الصوفي، أنا أبو علي محمد بن عمر بن شبويه المروزي ح وقال أبو عبد الله الفراوي أيضا، والشحامي، والشاذياخي أنا أبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله الحفصي المروزي، أنا أبو الهيثم محمد بن المكي ابن محمد بن زراع الكشميهني قراءة عليه ونحن نسمع، قال هو، وابن حمويه، وابن شبويه: أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الفربري، ثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، حدثني أحمد بن إشكاب، ثنا محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)).
هذا حديث صحيح عال كوفي الإسناد متفق على ثبوته في ((الصحيحين)) من حديث أبي عبد الرحمن محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي، مولاهم، الكوفي، أحد الأئمة الثقات الحفاظ الأثبات، ومن طريقه خرجه غير واحد من أصحاب السنن، كأبي عيسى الترمذي، وأبي عبد الله بن ماجه، وأبي عبد الرحمن النسائي في كتابه ((عمل اليوم والليلة))، وقال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح غريب)).
পৃষ্ঠা ৬৫
وقد ختم به البخاري ((صحيحه)) في رواية الفربري عنه كما سقناه، وكذا هو في رواية غيره. وليس هو في آخر ((الصحيح)) من رواية إبراهيم بن معقل النسفي عن البخاري؛ لأن آخر ((الصحيح)) عنده حديث الإفك مختصرا المذكور في باب قوله عز وجل: {يريدون أن يبدلوا كلام الله}، ورواية إبراهيم بن معقل دون رواية الفربري بثلاثمائة حديث.
وهذا الحديث مما نقص عنده آخرا، ورجال هذا الحديث ثقات. وتكلم في بعضهم بشيء لا يقدح فيه.
ذكر أبو حاتم محمد بن حبان البستي أحمد بن إشكاب، شيخ البخاري في كتابه ((الثقات))، وقال: ((ربما أخطأ)). انتهى. وهذا لا يقدح فيه، لأن خطأه نادر. قال سفيان الثوري، فيما رواه عنه عبيد الله الأشجعي: ليس يكاد يفلت من الغلط أحد، فمن كان الغالب عليه الحفظ، فهو حافظ، وإن غلط. فقول ابن حبان لا يقدح في ابن إشكاب، وقد أثنى عليه الأئمة: قال أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي: ((ثقة مأمون صدوق كتبت عنه بمصر))، وقال أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي: ((وكان صاحب حديث))، وقال عباس بن محمد الدوري: ((كتب عنه يحيى بن معين كثيرا)).
পৃষ্ঠা ৬৭
وقال ابن يونس: ((توفي سنة سبع أو ثماني عشرة ومائتين))، وذكره أبو القاسم عبد الرحمن بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن منده في كتابه ((المستخرج من كتب الناس للتذكره))، ذكره فيمن توفي في سنة ثماني عشرة ومائتين بمصر، وقال البخاري: ((آخر ما لقيته بمصر سنة سبع عشرة ومائتين)).
وإشكاب يقال اسمه: مجمع، وبعضهم يقول: إشكيب، وبعضهم: إشكاب. قال الصوري المصريون يقولون: ((شكيب)) بغير ألف، وبالياء بعد الكاف، والصواب ((إشكاب)) بألف قبل الشين، وألف بعد الكاف. انتهى، وقد قيل: ((إشكاب)) جد أحمد، فهو أحمد بن معمر بن إشكاب، وقيل: أحمد بن عبيد الله، وقيل: ابن عبد الله بن إشكاب الحضرمي الكوفي الصفار.
পৃষ্ঠা ৬৮
ولم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه عليه جماعة من الحفاظ، منهم: قتيبة بن سعيد، وزهير بن حرب، وأبو بكر عبد الله بن أبي شيبة، وعلي بن المنذر، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب محمد ابن العلاء، ومحمد بن طريف بن خليفة، ويوسف بن عيسى المروزي، وغيرهم، فرووه عن ابن فضيل.
وقول البخاري حدثني أحمد بن إشكاب، ثنا محمد بن فضيل فلفظة: ثنا هي المرتبة الثانية في أرفع عبارات الأداء، في قول الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب، وغيره، ومعناها ما قال الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، فيما رويناه عنه في كتابه ((العلل)) في آخر ((جامعه)) ثنا أحمد بن الحسين، ثنا يحيى بن سليمان الجعفي المصري، قال: قال عبد الله بن وهب: ما قلت ثنا فهو ما سمعت مع الناس، وما قلت حدثني فهو ما سمعت وحدي ، وما قلت أنا فهو ما قرئ على العالم، وأنا شاهد، وما قلت أخبرني فهو ما قرأت على العالم.
পৃষ্ঠা ৬৯
وهذا الاصطلاح تبعه غير واحد من أئمة الحديث، قال الحاكم أبو عبد الله فيما روينا عنه: والذي اختاره في الرواية، وعهدت عليه أكثر مشايخي وأئمة عصري، أن يقول في الذي يأخذه من المحدث لفظا، وليس معه أحد ((حدثني فلان)) وما يأخذه من المحدث لفظا مع غيره ((حدثنا))، وما قرأ على المحدث بنفسه ((أخبرني فلان))، وما قرئ على المحدث، وهو حاضر: ((أخبرنا فلان))، وما عرض على المحدث، فأجاز له روايته شفاها يقول فيه: ((أنبأني فلان))، وما كتب إليه المحدث من مدينته، ولم يشافهه بالإجازة ((كتب إلي فلان)).
وهذا الذي اختاره الحاكم وغيره لا يقوم له حجة إلا من وجه الاستحسان للتمييز والفرق بين أنواع النقل، وهو اصطلاح حسن للتحري في الرواية، وعليه عمل غالب المتأخرين.
وأول من أحدث الفرق بين ثنا وأنا ابن وهب بمصر. حكاه القاضي عياض عن مسلم بن الحجاج في آخرين.
পৃষ্ঠা ৭০
وسوى خلق من الأئمة الحجازيين والكوفيين بين ((حدثنا، وأخبرنا))، كالحسن، والزهري، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، وسفيان بن سعيد الثوري في أحد قوليه، وسفيان بن عيينة، والنضر بن شميل، وأبي عاصم النبيل، ووهب بن جرير، ومالك بن أنس في أحد قوليه، وأحمد بن حنبل، وأبي عبد الله البخاري، وحكى التسوية في ((جامعه الصحيح)) فقال: وقال لنا الحميدي: كان عند ابن عيينة ((ثنا، وأنا، وأنبأنا، وسمعت، واحدا)). وحكى القاضي عياض في كتابه ((الإلماع)) الإجماع على جوازه، لكن قيده، فقال: لا خلاف بين أحد من الفقهاء والمحدثين والأصوليين بجواز إطلاق ((ثنا، وأنا، وأنبأنا، وخبرنا ونبأنا)) فيما سمع من قول المحدث ولفظه وقراءته وإملائه، وكذلك ((سمعته يقول، أو قال لنا، وذكر لنا))، وغير ذلك من العبارة، وقال مرة في السماع المذكور: لا خلاف أنه يجوز في هذا أن يقول السامع منه: ثنا، وأنا، وأنبأنا، وسمعت فلانا يقول، وقال لنا فلان، وذكر لنا فلان.
وقوله في سند الحديث: عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- فهذا يسمى معنعنا، وفي حكمه قولان:
পৃষ্ঠা ৭১
أحدهما: أنه من قبيل المرسل والمنقطع حتى يتبين اتصاله بشرط سلامة راوية من التدليس، وثبوت لقائه لمن روى عنه بالعنعنه، وهذا هو الصحيح من القولين، وعليه العمل، وذهب إليه جمهور أئمة الحديث وغيرهم، والبخاري، وشيخه علي بن المديني.
ومن تبعهما لا يثبتون المعنعن حتى يصح لقاء الراوي لمن روى عنه بالعنعنة.
وابن فضيل قد شافه عمارة وقد قال في رواية قتيبة عنه لهذا الحديث: ثنا عمارة، وعمارة قد صح لقيه لأبي زرعة، كما صح لقي أبي زرعة لأبي هريرة، وأيضا فابن فضيل غير مدلس، والعنعنة مقبولة من مثله.
পৃষ্ঠা ৭২
ولفظة ((عن)) أعلى من لفظة ((قال))، و((قال)) أقل عبارات الأداء مرتبة، وهي محمولة على السماع بالشرط المذكور في العنعنة قبل.
وإسناد هذا الحديث كوفي، كما تقدم، فابن إشكاب، وابن فضيل، وعمارة، وأبو زرعة كوفيون، وهذه لطيفة في إسناده لا يعرفها إلا الحذاق، ويسمى مسلسلا بالكوفيين.
পৃষ্ঠা ৭৩
وفيه أيضا أخبرنا المسند المعمر أبو عبد الله محمد بن عبد الله النعالي، أنا محمد بن أبي العز الأنصاري، أنا أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الحافظ، أنا منصور بن عبد المنعم، أنبأنا أبو جدي محمد بن الفضل فقيه الحرم، أنا أبو سهل محمد بن أحمد المروزي قراءة عليه. وأنا أسمع، أنا أبو الهيثم محمد بن المكي، أنا محمد بن يوسف، أنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا أحمد بن إشكاب، فذكره. فهذه طريق بديعة، وهي أن رجالها من النبي صلى الله عليه وسلم إلي كل منهم في اسمه ميم أحد حروف المعجم، وهذا يسمى المسلسل بالميم، وهو نادر كونه صحيحا؛ لأن غالب المسلسلات واهية. وأبو زرعة هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، أحد علماء التابعين وثقاتهم، واسمه هرم، على المشهور، وجزم به البخاري في ((تاريخه الكبير))، ومسلم في كتابه ((الكنى))، والترمذي في ((جامعه))، وذكر يحيى بن معين في رواية عباس بن الدوري عنه أن اسمه عمرو بن عمرو، وقيل اسمه: عبد الرحمن، وقيل غير ذلك.
وأبو هريرة في اسمه خلاف كثير، قال الحاكم أبو عبد الله في ((مستدركه)) بعد ذكره أوجها من الخلاف في اسم أبي هريرة قال: أصحها عندي في الجاهلية عبد شمس، وفي الإسلام عبد الرحمن. وخرج الحاكم قبل هذا من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق حدثني بعض أصحابي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن. وهذا أحد الأوجه التي ذكرها الحاكم، وصححه، وكذلك صححه الحاكم أبو أحمد في ((الكنى))، وغيرهما من الأئمة.
وقال ابن مسهر: اسمه: عامر بن عبد شمس.
وقال المحرر بن أبي هريرة كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم.
وقال سعيد بن عبد العزيز: اسم أبي هريرة عبد غنم.
وقال يزيد بن أبي حبيب اسم أبي هريرة عبد نهم بن عامر.
وقيل اسمه: عمرو، وقيل: عمير، وصحح الحافظ أبو محمد الدمياطي أن اسمه عمير بن عامر.
পৃষ্ঠা ৭৪
وقيل اسمه: جرثوم، وقيل غير ذلك. وهريرة تصغير هرة، وهي الأنثى من السنانير، والذكر هر، والجمع هررة.
قال عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي، ثنا أبو معشر، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: لأن تكنوني بالذكر أحب إلي من أن تكنوني بالأنثى. خرجه الحاكم في ((مستدركه)) للسدوسي. وخرج أيضا من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا سفيان بن حمزة الأسلمي، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني أبا هر، ويدعوني الناس أبا هريرة.
পৃষ্ঠা ৭৫
ومن طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني بعض أصحابي، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فسميت في الإسلام عبد الرحمن، وإنما كنوني بأبي هريرة لأني كنت أرعى غنما لأهلي فوجدت أولاد هرة وحشية، فجعلتها في كمي، فلم رحت عليهم سمعوا أصوات الهر من حجري، فقالو: ما هذا يا عبد شمس؟ فقلت: أولاد هر وجدتها. قالوا: فأنت أبو هريرة، فلزمتني بعد.
পৃষ্ঠা ৭৬
قال عبد الرحمن بن لبينة الطائفي أتيت أبا هريرة فإذا هو رجل آدم، بعيد ما بين المنكبين، ذو ضفيرتين أخرق الثنيتين. وروى عن عمير بن هاني، قال: قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: اللهم لا تدركني سنة ستين. فتوفي فيها أو قبلها بسنة.
قال مصنفه -أمتع الله بحياته ورحمه بعد مماته-: مات أبو هريرة -رضي الله عنه- بالمدينة سنة سبع وخمسين قال هشام بن عروة. وغيره. وقيل: سنة ثمان وخمسين. قاله الهيثم بن عدي وطائفة، وقيل سنة تسع وخمسين: قاله الواقدي وغيره، وكان سنة يوم مات ثمانيا وسبعين سنة، ودفن بالبقيع. هذا هو الصحيح
وأما ما اشتهر في الشام وغيرها أن قبره بعسقلان فباطل، وإنما ذاك الذي يعنون قبر جندرة بن خيشنة بن نقير، أبو قرصافة من بني عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة، صحابي، سكن الشام ومات بها، وقبره بسنجابة بالقرب من عسقلان ذكره أبو حاتم بن حبان في الصحابة.
পৃষ্ঠা ৭৭
قال أبو بكر بن أبي خيثمة في ((تاريخه)) في ترجمة أبي هريرة: ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا محمد بن راشد، عن مكحول أن أبا هريرة -رضي الله عنه- كان يقول: رب كيس عند أبي هريرة لم يفتحه يعني: من العلم.
وأبو هريرة الدوسي -رضي الله عنه- أول من كني بهذه الكنية فيما أعلم، وآخر من كنى بها من مشيختنا الكبار أبو هريرة عبد الرحمن بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي رحمه الله. وقد كني بها جماعة من المتقدمين منهم:
عريف بن درهم التيمي، وقيل: الشيباني الكوفي الجمال، روى عن الشعبي، وزيد بن علي وجبلة بن سحيم، وعنه مروان الفزاري وغيره.
وأبو هريرة مسكين بن دينار التيمي روى عنه وكيع.
পৃষ্ঠা ৭৮
وأبو هريرة عيسى بن بشير الحمصي روى عنه ابنه هاشم بن أبي هريرة، قال أبو حاتم الرازي يكتب حديثه.
وأبو هريرة شعيب بن العلاء الرازي. صالح الحديث: قاله أبو حاتم الرازي.
وأبو هريرة محمد بن فراس البصري عن سلم بن قتيبة، ووكيع وعنه الترمذي وغيره.
والبخاري نسبة إلى بخارا أحد البلاد القديمة من إقليم ما وراء النهر إلى جهة المشرق، والنهر نهر جيحون الذي معموده نهر خرباب يخرج من بلاد وخان في حدود بذخشان الذي به معدن البلخش وربما قيل: بذخش فيجتمع إليه أنهار في حدود الختل والوخش فيصير منها هذا النهر العظيم.
পৃষ্ঠা ৭৯
وبخارا أجل مدن ما وراء النهر واسمها فيما قبل: بومجكث، وأصلها في قديم الأيام ناقلة إصطخر، وهي أقرب مدن ما وراء النهر إلى خراسان، وبها منزلة الأمراء على جميع خراسان، وأول من جعلها دار الإمارة الأمير الماضي: أبو إبراهيم إسماعيل بن الأمير أحمد بن أسد بن سامان الساماني، لأنه كان مقيما به، فأتته ولاية خراسان بها، فتيمن بها، وجعلها دار الإمارة، وبقيت الولاية بها في أولاده. وقبل ذلك كانت ولاة ما وراء النهر مقيمين تارة بسمرقند، وتارة بالشاش أو فرغانة. ويحيط ببخارا ثلاثة أسوار.
পৃষ্ঠা ৮০
السور الكبير الذي يحيط بقراها ومزارعها. وقصورها، قطره اثنا عشر فرسخا في اثني عشر فرسخا، ولا يرى في ذلك قفار ولا خراب ولا بور؛ بل هو مشبك بالقصور والبساتين والمحال والسكك المفترشة والقرى المتصلة. وقد قال مصنف كتاب ((صورة الأرض)) وكان في أوائل المائة الرابعة، ومن كتابه لخص المصنف -رحمه الله تعالى- ما ذكره. قال: ولم أر ولم أسمع في الإسلام بظاهر بلد أحسن من ظاهر بخارا، لأنك إذ علوت قهندزها لم يقع بصرك من جميع النواحي إلا على خضرة تتصل خضرتها بلون السماء، وكأن السماء مكبة زرقاء على بساط أخضر تلوح القصور فيما بين ذلك كالتراس التبتية، أو الحجف اللمطية، أو كالكواكب العلوية بياضا ونوار بين أراضي ضياع مقومة بالاستواء، مهندمة كوجه المرآة بغاية الهندسة، وليس بما وراء النهر من البلاد ولا غيرهم من البلدان أحسن قياما بالعمارة والضياع منهم، مع كثرة متنزهات في سعة المسافة وفسحة المساحة من أرضهم، وذلك لهم دون غيرهم، لأن المشار إليه من متنزهات الأرض سغد سمرقند، ونهر الأبلة، وغوطة دمشق.
وذكر أن سغد سمرقند أنزه الثلاثة لأن من حد بخارا على وادي السغد يمينا وشمالا ضياعا تتصل إلى حد جبال البتم، لا تنقطع خضرتها، ولا تتصرم زهرتها، ومقدارها في المسافة ثمانية أيام مشتبكة الخضرة والبساتين والرياض والميادين، قد حفت بالأنهار الدائم جريها ومن وراء الخضرة عن جانبي النهر مزارعها.
وفواكه بخارا أصح فواكه ما وراء النهر وألذ طعما، ومياههم من النهر الأعظم الجاري بنواحي سمرقند، ويعرف بنهر السغد، وهو من جبال البتم الأوسط، ويتشعب من هذا النهر في بخارا أنهار كثيرة يحمل غالبها السفن لغزارة مياهها، وجميعها داخل السور المذكور.
ودون هذا السور الذي ذكرناه السور الثاني وهو نحو فرسخ مثله.
والسور الثالث السور الحصين المحتاط بالمدينة التي ببخارا.
وللمدينة سبعة أبواب من حديد. وقهندز خارجها متصل بها وهو في قدر مدينة صغيرة، وبه القلعة وسكن ولاة خراسان ومسجد الجامع على بابه في المدينة.
পৃষ্ঠা ৮১
وللمدينة ربض طويل عريض به أسواقها. ومعاملة أهله بالدراهم والدنانير والفلوس، ودراهمهم على أصناف منها: المحمدية،ومنها المسيبية، ومنها: الغطرفية. والغطرفية مركبة من حديد وصفر ورصاص وأخلاط بجواهر مختلفة.
والغالب على زي أهلها في لباسهم الأقبية، والقلانس، كزي من وراء النهر، ولسانهم كلسان أهل السغد، وفي بعضه تحريف.
ونهر السغد المذكور يشق ربض بخارا وأسواقها، وهو آخر نهر السغد، ويصير بها إلى طواحين وضياع ومزارع ويسقط الفاضل منه في مجمع ماء يجاور بيكند ويقارب فربر يعرف بسام خاش.
وأقرب الجبال إلى بخارا جبل قرية وركه وهو جبل يمتد إلى سمرقند ويمتد حتى ينتهي إلى بحر الصين.
ومن الأمر الغريب، والاتفاق العجيب أنه ما أخرج من قلعتها جنازة وال قط، ولا عقد فيها لواء عسكر أو راية فخرج منها، فانهزم ذلك العسكر قط، وأهلها معروفون بحسن السيرة والديانة، وجميل المعاملة والأمانة، وبذل المعروف، وسلامة النية فضلوا بذلك جميع من بخراسان.
خرج من بخارا هذه أبو عبد الله صاحب ((الصحيح))، وخلق من الأعلام، وعلماء الإسلام .
পৃষ্ঠা ৮২
والبخاري نسبة أيضا إلى بخارا فولاذ من بلاد تركستان، سميت بذلك لأن جماعة من بخارا الأولى نزلوا هذا الموضع وبنوا فيه بليدة واستوطنوها، وسموها باسم الأولى.
وأيضا نسبة إلى البخارية: سكة بالبصرة، نقل عبيد الله بن زياد أهل بخارا إلى البصرة، فأسكنهم بها، فسميت بهم. ذكره ياقوت في ((معجم البلدان)).
ونسبة أيضا إلى البخور بالعود وغيره، واشتهر بها أبو المعالي أحمد بن أبي نصر بن محمد بن علي البخاري البغدادي، وأخوه أبو البركات هبة الله، سمعا من ابن غيلان، والجوهري، وغيرهما.
وأيضا نسبة إلى الجد منها: الفقيه أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن حمدون بن بحاز البخاري النيسابوري روى عنه الحاكم أبو عبد الله توفي سنة إحدى وثمانين وثلثمائة. وكان أبوه أبو بكر من المعدلين بنيسابور، مات سنة ثمان وأربعين وثلثمائة.
পৃষ্ঠা ৮৩