ابن عبيد الله وزير المكتفي بالله كان تقدم إلى ابن فراس أن يُعابئهُ إذا حضر مجلسه بشيء من المصحّف فساقه الحين إلى الدخول عليه من وقته، فأقبل ابنُ فراس إليه وقال له: كيف بصرك باللغة.
فقال: ما أفلّ ما يشذّ عني منها، فقال له: ما الجُرامص في كلام العرب، فاختلط ابن الرومي وقال على البديهة:
أسألتَ عن خبر الجَرامض ... طالبًا علمَ الجُرامض
فهو الجُراضم حين يقلب ... ضارجٌ فيقال جارض
وهو الجُراسم والقمحر ... أو الحراسف والجراعض
وهو الحزاكل فالقوامِض ... قد تُفَسّر بالغوامض
وهو السلحكل إن فهمت ... وإن ركنت إلى المعارض
فاصبر وإن حمضَ الجوابُ ... فربّ صبر جر حامض
والصفعُ محتاجٌ إلى ... فرعٍ يكون له مقايض
1 / 11