تبعا لـ"المقنع" و"العقيلة"، وقال أبو داود: وكتبوا في مصاحف أهل المدينة والشام: ﴿وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ﴾ بغير ألف بعد القاف من القتل، واختلف مصاحف سائر الأمصار فيه، ففي بعضها ذلك بغير ألف، وفي بعضها: ﴿يُقَاتِلُونَ﴾ بألف من القتال "انتهى"، وقد عين الناظم هذا الموضع بتقييده بقوله "تلو حق"، أي الواقع تاليا أي بعده.
الموضع الخامس: ﴿سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ ١، قال في "المقنع": وفي "آل عمران" في مصاحف أهل المدينة والشام: ﴿سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ﴾ بغير واو قبل السين، وفي سائر المصاحف: ﴿وسَارِعُوا﴾ بالواو "انتهى"، وهو معنى قول الناظم: "والملك والملك والعراق واوا سارعوا"، أي زادوا سارعوا واوا، واعلم أن الناظم اعتمد في المواضع الأربعة عشر وتعيين مواضع فيها، والنقصان على ما هو معروف عند أصحاب فن القراءات مشهور عندهم من وجوه الخلاف للقراء في هذه المواضع وتعيين محله منها، فلا يسمع البحث في نظمها بأن يقال مثلا: قوله ﴿وَوَصَّى﴾ بالألف يوهم أن المراد أنه بالألف بعد الصاد في مقابلة من كتبه بالياء، أو يقال مثلا: قوله "والملك والعراق واوا سارعوا" يوهم أنه في هذه المصاحف بواو بعد العين، وغيرها بحذفها بعدها وعلى ذلك وفقس.
الموضع السادس والسابع: ﴿جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ﴾ ٢، قال في "المقنع": وفيها أي، "آل عمران" في مصاحف أهل الشام: ﴿وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ﴾ بزيادة باء في الكلمتين كذا رواه خلف بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن علي بن عيسى عن أبي عبيد، عن هشام بن عمار عن أيوب بن تميم، عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر، وعن هشام عن سويد بن عبد العزيز، عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء ﵁، عن مصاحف أهل الشام، وكذا حكى أبو حاتم أنهما مرسومتان بالباء في مصحف أهل حمص الذي بعث به عثمان إلى الشام، وقال هارون بن موسى الأخفش الدمشقي: إن الباء زيدت في الإمام يعني الذي وجه به إلى الشام في "وبالزير" وحدها، وروى الكسائي عن أبي حيوة بن شريح بن يزيد أن ذلك كذلك في المصحف الذي بعث به عثمان إلى الشام، والأول أعلى إسنادا وهما في سائر المصاحف
_________
١ سورة آل عمران: ٣/ ١٣٣.
٢ سورة آل عمران: ٣/ ١٨٤.
1 / 456