তানবিহ গাফিলিন

ইবনে নাহহাস d. 814 AH
165

তানবিহ গাফিলিন

تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين وتحذير السالكين من أفعال الجاهلين

তদারক

عماد الدين عباس سعيد

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

প্রকাশনার স্থান

بيروت - لبنان

وكذلك إذا ذكرت دابته بأنها جموح مثلًا أو عاجزة، أو قطوفة أو لا تساوي كذا، أو ذكرت داره بأنها قليلة المرافق أو مظلمة ضيقة، أو ضيع ما صرف عليها ونحو ذلك. فكل ما تعلم أن أخاك يكرهه لو بلغه فهو غيبة محرمة فاجتنبه. واعلم: أن الغيبة باللسان إنما حرمت لأن فيها تفهم الغير نقصان الذي اغتبته. فكذلك إذا أفهمته بغير اللسان، فالتعريض فيه كالتصريح، والفعل فيه كالقول، وكذلك الإشارة والإيماء والغمز والرمز والكتابة والحركة، وكل ما يفهم منه المقصود فهو داخل في الغيبة وهو حرام. قال النووي-﵀: بلا خلاف وكذلك إذا حاكيته بأن تلبس لبسته أو تمشي مشيته أو تنظر نظره ونحو ذلك من حركاته. قال الغزالي: بل أشر من الغيبة لأنه أعظم في التفهم وأنكى للقلب. قال: وأخبث الغيبة القراء المرائين فإنهم يفهمون المقصود على صيغة أهل ليظهروا من أنفسهم التعفف عن الغيبة، ويفهمون المقصود ولا يدرون بجهلهم أنهم جمعوا بين فاحشتين الرياء والغيبة. وذلك مثل أن يذكر عنده إنسان فيقول: الحمد لله الذي لم يبتلينا بالدخول على السلطان والتبذل في طلب الحطام، أو يقول: نعوذ بالله من قلة الحياء، نسأل الله أن يعصمنا وإنما قصده أن يفهم عيب الغير فيذكره بصيغة الدعاء. وكذلك قد يقدم مدح من يريد غيبته فيقول ما أحسن أحوال فلان ما كان يقصر في العبادات ولكن قد اعتراه فتور وابتلي بما نبتلي به كلنا فيذكر نفسه ومقصوده أن يذم غيره، وأن يمدح نفسه بالتشبه بالصالحين في ذم أنفسهم فيكون

1 / 178